صالح المنصوب
الثلاثاء 6 فبراير 2018 الساعة 17:41
تباً لمناطقية وعنصرية السياسيين والأحزاب
وسط كوم من النسيان ضعنا , وفي بحر الإقصاء والتهميش تهنأ , في واقع تغير فيه كل شيء النخب السياسية وقيادات الأحزاب , وأصبح حال الجميع بفعل السياسة الخطأ والتناقض بين الشعارات وواقعهم كبير, كغريق يحاول التعلق بقشة لينجو . فالمتابع للمشهد في اليمن يجد المناطقية والعنصرية حاضرة بقوة , كل ذلك بفعل ممارسات القوى السياسية التي صدرت تلك الثقافة , لأنها أصبحت مهزومة مع نفسها ولا تتعامل سوى مع المحيط العائلي والقبلي والجغرافيا , حتى انها صنعت فجوة بينها وبين الشارع ,وهذا نوع من الفشل مما جعل الشعب يتمرد عليها , فهي تنتقد تلك الممارسات فيما هي تمارسها وتتصور ان الشعب غافل عن ذلك . وهذا الذي جعلها تتناسى وتتجاهل بنضال الأخرين وتتاجر بهمومهم ومعاناتهم ومآسيهم لنفعها الشخصي ,كان لدينا أيمان ان تكون المنقذ عندما كانت تنادي بالعدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة , وتناهض الظلم , لكن ذلك تغير تماماً واصبح في قاموسها منسي لكن في احلامنا تبقى هواجس لا تفارقنا وتجعلنا نهتف في كل حلم يحي العدل , لنجدها في الصباح سوى احلام وتبددت , ليتضح انها كانت مجرد شعارات وصولية فقط , ما كنا نشكو منه بالأمس يحضرنا اليوم وبشكل فضيع , وبقفز على كل القيم الوطنية , يرمون الأخرين بالعنصرية والطائفية وتدمير البلد , فيما هم يهدمون كل الاخلاق الفاضلة لبناء الدولة , ولم يعد لهم من الاحزاب الا الاسماء والبيانات وبعضاً من الورق , بعد ان وصلوا الى مبتغاهم فضحتهم المواقف المناطقية داخل تلك الاحزاب ويستخدموها تلك القيادات كعاقل حارة أو شيخ قبلي لجماعته , وترمي بكل اللوائح والابجديات خلفها . اعماهم الدولار وأصبح وطن , فبنظرهم المال في الغربة وطن ,فقد دفنوا كل القيم والعدالة و أصبح الاستثمار نصب أعينهم ولم يعد الوطن وما يعانيه يعنيهم , حتى وان بروز في الحديث عنه ومعاناته فما هو سوى تزلف فقط . ما نشهده اليوم من تغير وانحرف عن المسار الوطني , وجعل الوطن وخيارته من نفط وغاز ومواني وموارد اخرى تذهب الى جهات تستثره والمواطن مسحوق لا يفكر الا بما يسد بطون ابنائه الخاوية , فحالتهم أصبحت أشد ألماص وحزناً ولم يعد يلتفت لهم أحد موظف بدون راتب منذ عام وأخر بدون عمل , ومستثمر لا يجد من يحمي امواله . تباً للمناطقية السياسية والقبلية والعائلية على الحماقة التي جعلت الكثير يسقطون في مستنقعها الذي كنا نتصور انهم أكبر من ذلك . فلن يبنى وطن او تيار في ظل هذه العقلية الانتهازية التي لا تفكر الا بذاتها. (ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار) صدق الله العظيم |
أخترنا لكم
الأكثر زيارة
|