صالح المنصوب
الثلاثاء 30 يناير 2018 الساعة 16:20
عدن نكبة الشرعية ونكسة التحالف
صالح المنصوب

  من يتابع المشهد القائم في عدن منذ ما بعد التحرير من مليشيا الحوثي, يجد ان هناك ممارسات غير مقبولة من قبل اطراف محسوبة على الشرعية , الا ان الشرعية لم تحرك ساكناً  للحد منها وظلت تمارس عملها بصمت حيال ما يجري دون ايجاد الحلول , ونتيجة للتراكمات ما حصل مؤخراً من مواجهات بين قوات موالية للمجلس الانتقالي وقوات موالية  للشرعية .

ولعل الوضع الحالي اكثر تعقيداً اكثر من أي وقت مضى , بعد مواجهات العاصمة المؤقتة عدن الذي تعتبر الارضية التي تنطلق منها الشرعية اليمنية بقيادة الرئيس هادي , لكن ان تهتز هذه الارضية وتتحول الى طارده فهذه نكبة للشرعية اليمنية , الذي تواجه الانقلاب الحوثي في صنعاء وتقاتل في اكثر من جبهة مفتوحة , فهذا يشكل خطر كبير , وانتكاسة للتحالف العربي الذي يعتبر المساند للشرعية والواقف الى جانبها سياسيا وعسكرية , فمواجهات عدن وسيطرت الطرف المتمرد قد يضعف الشرعية وتضعها في زاوية حرجة امام المجتمع الدولي .

ونتيجة للتغافل الحكومي للتعامل مع المعطيات حينها ومعالجة المشاكل , وبناء ارضية على اساس متين في مؤسسات الجيش والامن , لكنها تركت تلك المؤسسات تبنى عل اساس سياسي ومناطقي وقبلي  , وبناء مليشاوي بحت ولم تفكر عواقب ذلك مستقبلاً , حتى وقعت في فخ المواجهة مع اطراف محسوبة على الشرعية بعد ان اشتد ساعدها واصبحت تمتلك السلاح والمال والقوة , وبدت اطماع السلطة تستهويها .

كان لاعلام الشرعية ضلع في ما يجري  فبدلاً من يكون اعلام توعوي وتهدئة وحب وسلام , أشعل الموقف عن طريق الشحن والتحريض  طرف ضد اخر , وهذا كان جزء رئيسي في المشكلة , والسبب سيطرة طرف على توجيه سياسية اعلام الشرعية ووضعها في فخ المواجهة.

ما حدث في عدن ما كان له ان يحدث اذا تم تغليب العقل الحكمة , والتقاء الفرقاء  , لكن التأجيج والتضخيم والشحن دفع الامور للمواجهة , وجزء من الفراغ الذي تركته الشرعية واعطاء فرصة للفساد للتربع في مفاصل الحكومة وهو ما اجج الشارع .

فخطأ انقلاب الانتقالي هو عدم التعامل في الاطار السياسي والحوار بعيداً عن العنف , فبناء الاوطان وتحقيق أي مشروع سياسي يأتي بالحوار لا العنف والمواجهات .لكن قد يكون هناك طرف شجع الانتقالي .

عدن خرجت من حرب وبحاجة الى التنمية والبناء وتحريك عمل المؤسسات لا التعطيل , والشرخ بين شركاء الشرعية لا يخدم سوى طرف الانقلاب الحوثي.

بعدما حصل كيف سيكون حال عدن اذا غادرت الحكومة من سيقوم بتسيير الاعمال , بعد المواجهات من سيدفع الرواتب , ومن سينظم عمل المؤسسات ومن سيلتقي بالمنظمات والجهات المحلية والدولية , باعتقادي ستدخل في فوضى  وتصبح عدن مدينة اشباح متهالكة , يشعر القادم اليها بالخوف وبالذات بعد المواجهات الدامية .

صورة مؤلمة جداً نقلت عن عدن وصدمت الشرعية الذي كان ترى في عدن وابنائها السند لها , والتحالف وبقيادة السعودية هو الاخر شعر بإنتكاسة من خلال ما جرى وان كان جاداً سيتضح الموقف في الايام القادمة , وسيتعامل بحزم امام ما جرى وسيخضع تمرد الانتقالي ويعود به الى الصواب والعمل تحت مظلة الشرعية.

اذا نحن امام تطور خطير يسير بالبلد الى التمزق مجدداً , في ظل الاطماع والمصالح وحب الذات , الذي خلع فيه الكثير ثوب الوطنية .

نسأل من الله ان يجنب وطنا الصراع والتفتت ويحفظ اليمن وشعبة.

وان يرحم كل اليمنيين الذين قضوا نحبهم في احداث عدن الدامية.