الرئيسية
أخبار محلية
عربي ودولي
اقتصاد
رياضة
الأسرة
تكنولوجيا
فن
تقارير
تواصل معنا
سمية الفقيه
الاثنين 13 مارس 2017 الساعة 09:27
شخصنة اليمن
حين تكون قضية الوطن شخوص، فالنتيجة الطبيعية تكون دائرة مستعرة من حرائق، لا أول لها ،ولا آخر ،ودمار شامل، وانهيار قاصم لكل مقومات وأركان الدولة وكل الحياة،وتحطم بوصلة الانعتاق لبر النجاة.
منذ ٢٠١١م حتى اللحظة القضية الأساسية هي شخوص وليست قضية وطن،بناءه، نهصته، تنميته أرضًا وإنسانا، ومن يقول عكس هذا فهو كمن يغطي السماء بغربال مهترئ.
ست سنوات عجاف ،تعددت فيها الشخوص، وتعددت المسميات ،والألقاب بينما الخراب واحد ..ست سنوات عجاف،والعداوات الشخصية تسن رماحها وتؤتي نيرانها، التي أكلت الأخضر واليابس والأشد يباسًا،تحكمت الأحقاد والنكايات بالآخر، شتت شعبًا ،أحرقت مدنًا،شرددت أسرًا ،أهانت وطنًا كان ومايزال ،هو الحلقة الأصعف ،وهو الخاسر الأكبر في كل ما يحصل من جحيم.
لعقود كثيرة وحتى اللحظة تقوقع واقعنا السياسي والإحتماعي حول وجاهات ،وزعامات، ومشايخ ،و سادة، وتم تحنيطها في تابوت مقدس (لا مساس) حتى صار اليمن (هُم) ،و صاروا أكبر منه في عيوون من يطوفون حولهم،فكانت النتيجة الطبيعية أن الولاء للوطن انعدم،ذادوا عنهم، دافعوا عنهم، بذلوا من أحلهم الغالي والنفيس، قدموا الضحايا تلو الضحايا ،تساقطت مدن،ذُل شعب بأكمله ،تهدمت أركان دولة،لا لقضية وطن، إنما ذودًا عن هؤلاء الشخوص ،ونكاية بالخصوم وانتقامًا منهم،وصرنا على ما نحن عليه الآن من تناحر وصراع، ضاع فيه اليمن، وتآكل وانهار انهيارًا شاملًا،لأن القضية ليست وطن وإنما شخوص تعددت اسماءهم والقابهم والخراب والهدم واحد.
يتوجب على أطراف التناحر،داخل البلاد وخارجها ،أن يعودوا لجادة الصواب، ويزيحوا غشاوة الحقد التي مازالت جاثمة على تلافيف ادمغتهم،ويدركوا أن قضيتهم الكبري ليست فلانًا وعلانًا،ليست زعيم ولا سيد ولا شيخ ،بل قضية اسمها اليمن، وكيف ينتشلونه من حضيض هم السبب فيه..قضية نهضته من ركام الانهيارات التي قبرونا تحته بفعل نرجسيتهم وتأليه اصنام بشرية اضرتنا ،ومازالت..قضية انكسارات متوالية دفنونا تحتها، بفضل ثاراتهم،وحطب ضغائنهم وانتقاماتهم المتوارثة أبًا عن جد ،عن سابع مليون جد .. قضية مؤسسات أصبحت رمادًا ..قضية بنية تحتية تحولت لكارثة عظمى.. قضية تعليم ،صحة، قضاء ،طرقات ،ثقافة ،أمن...الخ.صارت نقشًا على جرح ينزف..قضية إنسانية ممقتولة، مُنتَهكة ومُشردة..قضية إنسان يمني، لم يعد يمتلك من إنسانيته إلا عظامًا نخرة،لم يعد إلا مقتولا ،مُهانا،مُجوعا وشريدا ،تدوسه آلة القتل والجوع والظلم والمهانة
والأهم،الأهم من ذلك، ان الوطن،قضية (حرب) لابد، لابد أن يوقفوها ؛كمطلب إنساني، و وطني بحت، بحتم عليهم الكفر بأنانيتهم ،وأحقادهم، وأطماعهم،ونزعة القتل والتوحش، انقاذًا لبقايا البقايا من يمن اغتالته الشخوص.
هذه هي القضايا الحقيقية التي يتوجب عليهم ادراكها، والعمل على انتشال البلد من حضيض الضياع، ومستنقعات الدماء والأشلاء، بعيدًا عن شخصنة اليمن، وبعيدًا عن مطامع سلطوية نتنة،سحقوا تحت رحاها البلاد والعباد..
وان لم يدركوا ذلك،فإين سيذهبون من لعنات الأجيال،و التاريخ ،ومِن قبله من انتقام الملك الجبار؟؟ والله من وراء القصد.
|
أخترنا لكم
الأكثر زيارة
|