صالح المنصوب
الأحد 19 فبراير 2017 الساعة 12:15
مشهد جعلني لا أستطيع أن أحبس الدموع !
لا يعرف من يعيشون بالترف ما تعيشه بعض الأسر الفقيرة التي تعيش الوجع اليومي, و الذي أراد لها الله ان تكون هكذا لاختبار عباده. عندما غابت الرحمة والشفقة فينا ,لم نعد نهتم بهؤلاء ولم نتأثر لحالهم أو نفكر اننا سنعيش يوما نفس حالهم. أقسم أن هذا طفل ابكاني, ولم استطيع حبس دموعي , طفل قادم من مديرية يريم شرد بصري فشاهدته يبحث في ساعات الظهيرة عن مخلفات البلاستيك, اقترب من المنزل يبحث عن ماء , لكن صورته الحزينة والشاحبة ووجهة المنهك بالتعب وثيابه الممزقة والعرق يسكب من على جبينه أوحت لي عن هموم تقف خلف هذا الطفل , أمرت اطفالي ان يقدموا له الماء والغداء , لمحته وهو يتناول الطعام بسرعة ولهفة , واضعا الكيس تحته وهي استراحة بسيطة , فكرت عن ماذا يخفيه الطفل من معاناة , اقتربت لأمنحه القات قال انا لا اخزن. سألته من اين انت اجابني من قرية لا اذكر اسمها في مديرية يريم التابعة لمحافظة إب قطع مسافات طويلة لسد حاجات اسرته قائلا بحرقة ان والدة توفى وترك اطفالاً وهو اكبرهم يعمل من اجلهم بأجر يومي من الصباح الى المساء بمبلغ ألف ريال . حاولت أمنحه بعضا من النقود لمساعدته رفض فبعد أصرار عليه فأخذها , هذا طفل فضل العمل من عرقة لإعالة اسرته ولم يستسلم للواقع المؤلم , هذا هو المشهد الذي احزني وجعل الدموع تنهمر فالأولاد استغربوا ان يبكي ابوهم كالطفل , لكنهم لم يعرفوا حال هؤلاء ومآسيهم ,مشاهد محزنه تلين له القلوب وتحضر الدموع, لمن تبقى لديهم قيم واخلاق انسانية رحيمة. أترجاكم أن تعطفوا وترحموا مثل هذه الحالات وأرحموهم وأشفقوهم لعل الله يرحمكم . وأجعلوا قلوبكم لينة وأعطوا بعضاً من اوقاتكم للبحث والسؤال عن أوجاع وهموم الناس ,وتشردوا واعملوا من اجعل اسعادهم وحاولوا ان تسعدوهم , وأطفوا غضب الرحمن عليكم, وارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. يارب أهدي قلوب عبادك لإسعاد المتعبين والمهمومين , واسكن قلوبهم الرحمة. |
أخترنا لكم
الأكثر زيارة
|