صالح المنصوب
الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 الساعة 11:14
العود.. أبجدية ثورة وأسطورة نضال
صالح المنصوب

 لمن لا يعرف العود عليه ان يقراء تاريخها , أو يتشرف بزيارتها, وينغمس مع رجالها ,ويتشرد في قراها المتناثرة , سيكتشف أنها درة أحتباها الله في كل شيء, قيم وشجاعة وكرم وثورة وكفاح,

في محافظة إب والضالع تجد مخلاف العود يتربع في عدة مديريات , شامخاً كشموخ جباله الرواسي , ضارباً جذوره في أعماق التأريخ , وتسكنه قبائل هي الأقوى تعودت العديد منها الوقوف في صف الحق ونصرة المظلوم وردع همجية الظالم.

مخلاف العود تأريخ مليء بالآثار  والنقوش الذي تحدثك بأن صناع التأريخ العريق عاشوا هناء  , في جبل العود تجد تأريخ وحضارة عمرها ألاف السنين , فالعود اسم له تأريخه

في العود تجد قبائل عدة تربطها جذور تاريخيه فيها رجال اشداء يحملون كل معاني الارادة والقوة فقد اصبحوا في هرم الدولة واطباء يتحدث عنهم العالم ومهندسين وطيارين ومهاجرين في كل بقاع الارض , وطلاب علم يسعون لصناعة المجد والخلود الجديد, وقادة عسكريين لهم صولات وجولات اليوم ومنهم من غادروا لكنهمباقون  حفروا حبهم في قلوب رجالهم  الى اليوم ,

في الثورة كان للعود اسم ونصيب ففي صنعاء كانوا من تصدروها وبكل شجاعة وتحدوا سلطة القهر والقمع و لعلكم تذكرون في محافظة إب إبان الثورة حاول بلطجية العصر النيل من شباب الثورة والذي تمثل العود الغالبية العظمى , الا ان قبائل العود ورجالها الشجعان تحدوا ذلك الصلف والقوة وهبوا لحماية شباب الثورة , ولم يتجراء احد المساس بهم بعد ان حضر ابطال العود الشجعان,

وإبان اعلان الانقلاب المشئوم كانت العود أبجدية في النضال و المقاومة لذلك بإستثناء من غلب الله عليهم الذين غردوا خارج السرب كما غرد البقية في كل مكان فقد هبت مقاومة العود الى إن وصلت الى مشارف إب بقيادة ابطالها الشجعان وبسبب قلة العتاد والامكانيات تراجعت لتحافظ على مناطقها وها هي اليوم تسطر اروع الملامح وتتجذر وتعانق جبالها وتسطر بدماء ابنائها عبارات الإرادة والتحدي والبطولة والكفاح من أجل الأرض والإنسان  , حمك ويبار و منخله وظفار تشتعل فيها المعارك دفاعا عن مناطقها فيها رجال من كل قبائل العود يصدون الشر والأشرار عن مناطقهم  بكل قوة واستبسال , غير راضين بالإهانة مهما كلفهم ذلك, وبإمكانياتهم البسيطة مستمرون بالمواجهة حتى يأتي النصر المبين حسب قولهم.

لم يكن للعود حضور فقط في تلك الجبهات فحضوره في مأرب والضالع والجوف وغيرها حضور برجاله الشجعان الذين يجسدون صورة الوفاء للقيم والشجاعة والأخلاق , وينبذون كل من يتاجرون بهمومهم  وقضاياهم بشأن نفع شخصي , ويكنون حبهم الكبير لم يقف في وجه الظلم والاستبداد ,وهذه هي عادتهم الذي تربوا عليها منذ الصغر ,

العود قرر ان يستمر بالكفاح حتى يتم اقامة الوطن الذي يريد وطن المساواة والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية الحديثة.

 تحية لكل رجال العود الشرفاء الأبطال الذين لا يعرف الخوف مكاناً في قلوبهم , فالعود دائما مكاناً للشجعان , لإن هذه قدره , رحم الله شهداء مخلاف العود  وشفى جرحاه ورحم الله شهداء اليمن وشفا جرحاهم