اختلط الحابل بالنابل ،وزاد الهرج والمرج السياسي وصلر البلد ككرة يتقاذفها الساسة ويتلاعبون بمصير شعب بحسب الاهواء والأمزجة وبالتالي انهارت أركان الدولة نهائيا وكل محاولة لترقيع وترميم شكل الدولة المنهارة اساسا تبوء بفشل عظيم في ظل المكايدات والصغائن السياسية والرؤية الاحادية للاطراف المتناحرة واشتداد وتيرة المعارك على أرض الواقع واستمرار جريان الدم اليمني المسفوك من اقصى اليمن لأقصاه..وايضا في ظل تنامي النرحسبة البحتة والتناحر المستميت على من يمسك سدة الحكم لوطن مشتت،  ومامن بارقة نجاة من سعير الحرب ومن. قبلها من سعير أنا السياسيين الطافح والكل يغني على ليلاه وينشا حكومة على مقاس اطماعه ومصالحه. 

 

فحين تمتزج الأهواء مع التخطيط العشوائي واللامنطق وعدم الاصغاء لأولويات ومتطلبات الناس ومعاناتهم اليومية وعدم الاحتكام لأسس وقواعد البناء الحقيقي الذي يحدد شكل الدولة،فمن الطبيعي جدا أن تنتج دولة تغوص في الهرج والمرج وتتشكل كمسخ غير محدد الملامح والاتجاهات.

 

وحين تصير القرارات والتشكيلات الحكومية مجرد نكاية بالآخر ،تخرج الدولة من شكلها المتعارف عليه ككيان يضم كل الاطراف السياسية تحت مظلته إلى كيان مشوه يزيد الوحل اوحالا ونتانة.

 

بناء الدولة لا يحتاج إلى عنتريات بل يحتاج إلى ارادة قوية ونيات خالصة لوجه الوطن وولاء حقيقي لتربته تجرف في طريقها عواصف الضغينة مهما بلغ عددها وعتادها،، يحتاج إلى وحدة صفوف تلتقي فيها النوايا النقية والولاءات الصادقة لليمن بمعزل عن اي روح خبيثة تريد لهذا الوطن المنهار مزيدا من التيه والتمزق، يحتاج إلى ساسة حقيقيون يقتنعون قناعة مُطلقة أن اليمن ليس مِلكاً لشخص أو قبيلة أو جماعة و إنما مِلكٌ لشعب يستحق أن يهنأ حياته ويحيا بأمان تحت سقف وطن يحتوي أماله وطموحاته وتطلعاته..