د.وديع العزعزي
الخميس 17 نوفمبر 2016 الساعة 15:36
هذه تعز بلاغ للناس
هذه تعز تكتب على ضفاف الجرح ملحمة الموت والميلاد في وطني ، وتكتب للوجع و الانتصار معا مليون قصة وآلاف الحكايات.. هذه تعز تستيقظ من خلف الجوع والحصار، فتوقظ في النفوس معاني الحرية و الكبرياء على جبين مدينة ترفض البيع في مزاد التواطؤ الدولي.. هذه تعز تقاوم نيابة عمن يتفرجون على الأرائك، نيابة عن كل من احترفوا القول الآسن ، وتدثروا بالصمت الآثم، ونيابة عمن امتهنوا الفعل المساوم.. هذه تعز تصحو صحو الرياح والزلازل فتحرّك الأحياء والقرى والشوارع ، لتخرج الآلاف ضد الهوان والتواطؤ ، وترتدي زي المقاتل.. هذه تعز عنوان عزّة وعنوان صمود و بقاء ، آتية من نبض المكان والزمان، لتفجّر فينا ينابيع الكرامة وتستعيد فينا الوعي الغائب .. هذه تعز مستشفيات و أحياء و مدارس وأسواق و مساجد، سألت و تسيل دمائها على البث المباشر، أمام عالم يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان وأمام مجلس يدعي الحفاظ على الأمن العالمي ويصدر قرارات بذلك لا تجد طريقا للتنفيذ ، و لم يجرأ حتى علی التهديد بها.. هذه تعز تعلمنا معنى الموت بعزّة، ومعنى الاستشهاد من أجل أن لا نكنس و نداس كما تكنس الجنادب.. هذه تعز مدينة ترفض الركوع و تختار لملمة جروحها ، لتعلن الرفض والتحدي عبر أنوف البنادق.. هذه تعز بكل أطيافها وأبناءها أطباء وصحفيون ومصوّرون أبدعوا في ساحات الميدان، وقدموا أجسادهم قرابين كي تحفظ الكرامة و تطهر الأرض و يولد الإنتصار من خلف أنين القنابل.. هذه تعز تنتفض على أطنان القذائف، عبر الأجساد المفحّمة وعبر البيوت المهدّمة ، لتصنع بالصوت والصورة والأبطال ، نصرا جديداً .. هذه تعز أيها التاريخ، فأشهد أنها لا يمكن أن تنحني مهما تعاظمت المؤامرات واشتدت المكائد... |
أخترنا لكم
الأكثر زيارة
|