الرئيسية
أخبار محلية
عربي ودولي
اقتصاد
رياضة
الأسرة
تكنولوجيا
فن
تقارير
تواصل معنا
سمية الفقيه
الخميس 3 نوفمبر 2016 الساعة 01:24
مهازل وطن.
دائرة مغلقة نطوف حولها مغمضي العيون, وفلك من المهازل يقترفها الساسة في طريق العمى, يسبقه عمى للبصائر والرؤى والعقل,يقترفونها في حق هذا البلد ويظنون انهم يحسنون بها صُنعا.
طوفان من الهازل طوقوا به هذه البلاد ,واختلط الحابل بالنابل،والكل في فلك التيه والشتات يسبح بلا روية.
وهذه المهازل تحولت لكوارث ,والكارثة الأعظم ان الكل يظن نفسه هو الحق وغيره الباطل بينما الحاصل ان الجميع يسيرون في درب كله مهازل,مهازل وطن قادوه بها إلى التهلكة والدرك الاسفل من الانهيار.
من ضمن المهازل,انه لم يحدث في كل انحاء المعمورة ان يكون في بلد واحد حكومتان ورئيسان وكل حكومة لها وزراءها ورجالها ومستشاريها وزبانيتها… الخ.
لم يحدث في اي بلد في العالم ان يمتلك كل طرف من اطراف الصراع السياسي جيش يخصه إلا في بلادنا.كل طرف معه جيش وعتاد وسلاح ومخازن ومعدات حربية ومعسكرات والوية بعتادها ,وكل طرف معه رئيس او سيد او زعيم وكل منهم لديه شعب يخصه و قنوات اخبارية واعلامية وحربية وصحف, كل واحد معه مطبيلين وابواق مخرومة واقلام مأجورة. وكل واحد معه اقلام تسبح بحمده, كل طرف يحوم حول زعيم وكل زعيم معه شله تناصره ووزراء واعلاميين وضباط وصحافيين وجواسيس .كل طرف معه طرف خارجي يدعمه وكل واحد معه مخازن سلاح وزوامل حرب وقناصين فرص ومداحين وذماميين , كل هذه المهازل تحدث كل ثانية وهم مشغولين بها بنوع من الجلبة والضجيج وفقدان العقل وبالتالي انشغلوا بها لدرجة الغباء.
بالله عليكم مادا نطلق على كل هذاء الضجيج سوى مهازل وطن منكوب؟ماذا يمكن ان نطلق على العبث
تحكمت بهم الاهواء والامزجة والانا ونشوةالنكاية بالآخر والعداء الشديد والضغائن والاحقاد السياسية,تحكمت بهم نشوة الانتصارات الزائفة والنفخة الكاذبة والشعارات التي يمجدوها ويشتغلوا عليها اكثر من احترام انسانية الانسان اليمني ودمه.
اخذتهم العزة بالإثم واستدعوا الاطراف الخارجية ومسكوا بجلابيبهم لاستعداء بعضهم البعض وكل طرف يتهم الآخر انه عميل وينفي التهمة عن نفسه بينما في الحقيقة هم الاثنين عملاء وكل طرف يخرب من جهته.
وطبعا نتيجة كل هذه المهازل بلاد تغرق في مستنقعات الدماء والجماجم ,بلاد تسير للعصور الوسطى ولمنطق الغابات ,بلاد تهدمت مؤسساتها وتعيش اوضاعا اقتصادية واجتماعية مزرية, بلاد خارج نطاق الحياة,بلاد تحولت لسوق سوداء,نفطها وغازها يباعان على الارصفة ,بلاد بلا ولا قانون يسيرها إلا قانون القوة الهمجية اللامسؤلة, قانون القوي ينهش القوي وفي المنتصف يسحق الضعفاء وما اكثرهم ,بلاد تنتهك كرامتها وانسانية شعبها كل لحظة .
مهازل وطن صارت كوارث وجرائم بحجم الفجيعة والانين الذي يغتال ارواحنا ونحن نتعايش مع مآسينا وهوشلية اوضاعنا والكل يغني على ليلاه في متوالية مهازل لوطن جريح ,لوطن ضاع وتهالك والمتصارعين يلمعون اصنامهم ويسيرون في فلكهم,يلمعون رزاياهم ويتهمون غيرهم بالويل والثبور .
صرنا نغوص في (بير من حلبة) كما يقال, ورغم ذلك مازال عمى البصائر وعصبية الجاهلية الاولى هي المتحكمة بالجميع ,والعناد هو المسيطر على العقول ولا احد يريد التنازل من اجل البلاد والعباد وانقاذ بقايا البقايا لبلاد اضاعتها مهازل المتناحرين فيها, مهازل تعصب الاعمى التي اودت بهذا الوطن المنكوب.
|
أخترنا لكم
الأكثر زيارة
|