سمية الفقيه
الخميس 20 اكتوبر 2016 الساعة 17:39
كوارث الحرب، لعنة ضمائر متفحمة.
سمية الفقيه
 
 
المتاجرة بدماء اليمنيين المسفوكة صارت الآن اللعبة المفضلة لساسة اليمن و قد صاروا مصاصي دماء في حرب تحولت لتجارة و لبورصة دماء واشلاء في مزاد القبح واللاضمير واللانتماء_ لا لوطن ولا لأرض ولا لآدمية_ 
 
المتاجرة في الحرب بدماء الضعفاء جردت السياسيين من كل آدمية وضمير بحيث لم تعد قضيتنا الحرب بحد ذاتها بل صارت قضية الضمير المتفحم والمشوه لهؤلاء الساسة .إذ كيف لمن يحمل في داخله مثقال ذرة من ضمير ان يرى كل هذا الهدر للدماء اليمنية والقتل اليومي الممنهج دونما ان تحركه الانسانية ولو حتى قليلا وتزحزح جبال الصمم عن بصيرته ويسعى لايجاد مخارج تقي اليمنيين محارق القتل واخاديد الاحتراق المتوالية.فلا تكاد تقع مجزرة حتى تبدأ اخرى اشد وافضع منها شناعة.  
لعنة الحرب وويلاتها اصابت الوطن في مقتل، والقتل والدمار والتشريد والتمزق وحدهم من يرسمون صور الضياع لوطن تشتت وتفرق دمه بين الناهشين من كل حدب وصوب.
 
صحيح ان الحرب لعنة حلت علينا بحرائقها و زمهريرها و اغتالت فينا كل فرص الحياة الآدمية، غير ان هناك لعنة اكبر منها تدمينا وتقتل ما تبقى فينا من بقايا،انها لعنة الضمائر المتفحمة للممسكين بزناد البنادق والذين ورغم خسائر البلد الكارثية إلا انهم مصرون على السير فوق الاضرحة بأقدام من لهب ،مصرون على العنت العظيم بعدم الجنوح للسلام والاتفاق والتنازل عن نرجسيتهم قليلا من اجل اليمن.
 
كيف لا نقول ضمائرهم ميتة وهم يرون شلالات دماء اليمنين التي تسفك كل ثانية لكنها لم تحرك فيهم اي رحمة او ضمير _و الارض التي تنتهك من الغريب والقريب،و المدن التي صارت مقابر لأهلها،الدمار التشريد، العداء الضغينة الطائفية الارهاب الجوع المرض الجهل، التدهور الحاصل في كل المجالات وصولنا لأقصى مراحل التدهور،كل هذا لا يكترثون له لا يلتفتون إليه سوى بعنت عظيم. الكبر والغطرسة والنكاية بالآخر اغلى واثمن من وطنهم القتيل.
 لم يحركهم وطن يموت وشعب يموت واطفال تيتم وشباب يقتلون ونسا ترمل واسر تشرد وبنية تحتية تنتهك ودولة ضاعت_ اي ضمير نتحدث عنه وكل هذه المآسي تحدث ومازالوا ممسكين بفوهات السلاح وعليهم غشاوة لكنها لا تعمى إلا القلوب التي في الصدور.ولك الله ياوطني .