بقينا في اليوم الاول في احدى الفنادق وتنقلنا هناء وهناك في سوق الشيخ عثمان لكن مشاهد مرور السيارات التي لا تحمل لوحات وعلى متنها مسلحين تجعلك تشعر بالخوف , يقال انهم تابعين للمقاومة الشعبية والجيش الوطني ,لكنها تثير الرعب فعلاً , وعند تجولنا في شوارع مدينة عدن ومدنها خور مكسر وكريتر والمعلا وغيرها وجدنا الخراب والدمار في منتجعات وفنادق ومتنزهات طالها قصف الدبابات والطائرات معا , معظمها لا تشاهد فيها سوى الخراب , من يصدق ان أرقى الفنادق دمرت  فلا تجد سوى آثار الدمار الجنوني , المنتجعات هي الأخرى قصفت بطريقه لا يصدقها العقل  , يحدثني احد أبناء عدن أنه بسبب قناص في أرقى العمارات تأتي طائرات التحالف  فتطالها , هكذا قالوا , لم تعد عدن الذي نعرف فأصبح يسودها الخوف والرعب , وحضور جماعات مسلحة كل جماعة تدعي انها هي الحامي للمدينة ,حسبما يتحدث البعض لنا اثناء تبادل الحديث, الخراب هو الحاضر والعمران متوقف ومعظم المحال الذي لم يطالها القصف مغلقة , وبالرغم من مرور فتره على تأمين عدن الا ان البنية التحتية مدمرة والكل يشكي والخدمات متوقفة في كل مناحي الحياة , النقاط الأمنية داخل مدينة عدن حاضرة وبقوة , اذا اردت ان تسافر الى مديرية اخرى تحتاج الى وقت اكبر للوصول بسبب حواجز التفتيش المنتشرة , بسبب الرعب من خلايا المليشيا الأنقلابية وخلايا التطرف والارهاب ,

الكهرباء تحضر ساعات وتغيب ساعات أخرى في الحر الشديد, النظافة تجد الشوارع القمامة مكدسة فيها لم نعد نصدق أن هذه هي عدن.

حالة الخراب والدمار تثير الوحشة وبحاجة الى سنوات حتى تعود عدن الى ألقها وجمالها وأمنها لأنها فقدت البنية التحتية.

 و اثناء ذهابنا الى المطار وجدناه هو الآخر يعاني من خراب ايضا ولم يتم تأهيله بشكل كامل ولم توجد رحلات لأي خطوط أخرى  , سوى الخطوط الجوية اليمنية التي تحتكر النقل الجوي وتعذب اليمنيين كثيرا نتيجة عدم انضباطها,

بقينا ساعات في مطار عدن بانتظار الرحلة منذ ساعات الصباح الى بعد الظهيرة , في التذكرة يتطلب الحضور في توقيت معين لكنهم يطلبون منك أنا تأتي قبل ساعات وتستمر الى بعد التوقيت الرسمي للرحلة بساعات , تشعر بالحزن وأنت تجد المرضى المسافرين يتألمون في صالات المطار بسبب تأخر الرحلات

انطلقنا فكانت الوجهة ليست القاهرة ,بل مطار بيشة في المملكة العربية السعودية , سألت لماذا ذلك؟ اجابوا للتفتيش , لماذا ونحن خاضعون لمناطق الشرعية؟؟ , هكذا يفعلون!!