صالح المنصوب
الثلاثاء 16 أغسطس 2016 الساعة 16:15
رحلة الى مدينة عدن ومتاعب في الطريق1
صالح المنصوب

 من الضالع كانت وجهتنا باتجاه مدينة عدن ,بدأنا الرحلة بذكر الله من أهوال الطريق ودعاء ربنا بتجاوز كل أهوال الطريق , صممنا على الرحلة بعد سنوات الجفاء عن مدينة عدن وأهلها الطيبين , لكنها الحرب الذي تركت أثر وغضب في قلوب الناس لأن الحرب هي الخراب والدمار ,لعنة الحرب جعلت كل ما هو سلبي مباح لأنه غضب جزافاً لم يفرق بين الخبيث والطيب , وأنا في الطريق مع الصديق الوفي الذي أصر على اخذي الى عدن برفقة صديق متميز الذي تجد كل الصفات والقيم متوفرة فيه ,  قررت انا تكون الرحلة  برفقته , كانت الصورة عندي أن هناك عداء من الجميع  لكن ذلك تلاشى بعد أن وجدت من ذلك  المناضل الأنسان  معي  ومن نقطة الى أخرى في مجموعة نقاط بدأت من الضالع تأخذ وقتاً في تجاوزها من واحدة لأخرى, لكنك مع شخص غار في أعماق عدن ولم تحدث لنا أي اشكال في الطريق , لأنك مع انسان فيه كل النبل والطيب , في الطريق  تجاوزنا  حالمين ردفان الحبيلين ,الى أن وصلنا  مثلث العند شاهدنا آلة الخراب كيف عبثت بتلك المناطق وحولتها الى دمار عندما تشاهدها تشعر بالوحشة ,لتجد قبح من صنع ذلك وحول حياة الناس الى جحيم مباني سويت بالأرض وأخرى لم تعد صالحة للسكن ,تسألت في نفسي الى هذه الدرجة من السقوط الإنساني وصل اولئك الإنقلابيين من الحماقة وغياب الشعور الانساني والوطني منهم , فعلاً شنق الضمير لديهم وتحولوا الى وحوش,

ومن نقطة الى اخرى يسألوك من أين؟ تبع من؟ بطاقتك؟ هذه الاسئلة تتردد بسبب الحالة الأمنية والخوف من عشاق القتل , لكننا وصلنا عدن

دخلنا عدن وتشردنا فيها فوجدنا الخراب والدمار غير من ملامح عدن, لم تعد عدن الذي كنا نعرفها جمالا وسلاماً ونقا , معاول الهدم حولتها الى مدينة اشباح لا تجد منزلا او مبنى سلم من الخراب ,حتى المطعم الذي تناولنا فيه الغداء تجد آثار الرصاص حاضره الى اليوم في اجزاء منه, درنا للبحث عن فندق في خور مكسر فنادق كنت اعرفها فوجدتها أندثرت وتحولت اماكن تواجدها الى خلاء لا تجد فيه بشر وهي واقفة تتحدث هكذا تعاملت معي مليشيا الموت ,هكذا صوبت دبابات الوطن  اليا وكأنني عدو ,تجد نفسك وأقفاً حزيناً على ما حل بعدن تلك المدينة الجميلة الذي كنا نجد فيها كل الأنس والمتعة ,عدن الحبيبة الذي احتضنت كل ثوار اليمن الذين قادوا ثورة سبتمبر واكتوبر , إنتقام طالها وحولها الى مدينة عبثت بها كل المجنزرات ,

عثرنا على فندق بالشيخ ومكثت فيه اقلب تلك الصورة الحزينة  الذي أوجعتني كثيرا, ولم اصدق انها مشاهد من عدن , خرجنا في ساعات المساء الى أزقة واسواق الشيخ عثمان  لنقضي بعض الوقت  دخلت احدى المحال لشراء شيء  فسألته من أين أجاب من تعز , ومحال اخرى ايضا بنفس الرد ,  أدركت ان هناك تضخيم وهاله أعلامية تهدف الى تأجيج العنصرية بدلاً من التوعية

,بلا رحمة  بمدينة عدن المدينة الرائعة عبث العابثون  من مليشيا الخراب  ,الساعون للسلطة على دماء البشر وتدمير الأوطان , نتمنى ان تعود عدن كما كانت الحاضن للجميع وأن يحضر فيها صوت العقل والسلام  والحب والوئام , وان يسود التعايش والحب  والأخاء بين جميع أبنائها , ويبقى السؤال من يبنى ما هدمته مليشيا الحوثي وصالح ؟