إياد البحيري
الجمعة 5 أغسطس 2016 الساعة 00:57
قرارٌ من أجلنا
إياد البحيري
 
لم أحبذ فكرة تولي عبدربه منصور للسلطة بموجب المبادرة الخليجية، لكني اعتقدت أن أي منفذ تجاه حقن الدماء يجب أن يسلكه اليمن التائه في سكة حتماً ستوصله إلى الفوضى والدم، وما بعد الدولة..
خلال فترة العامين الماضيين، كنت ألاحظ أن قرارات التعيين تتم بالمحاصصة، بعيدًا عن الكفاءة والاستحقاق، وأن دوامة التقاسم تطل برأسها من كل نافذة وباب..
بعد دخول الحوثيين صنعاء والانقلاب على السلطة سارت الأمور في ذات سياق المحاصصة والطائفية في صنعاء، وغابت رجاحة العقل في سلطة هادي، والارجح في ملمحها العام أنها أصيبت بالجمود والموت السريري.
 
قبل أيامٍ، أصدر هادي قرارًا بتعيين الخبير الدولي عبدالعزيز عثمان المخلافي مستشارًا له للشؤون الاقتصادية، والحقيقة أنني، وغيري كثيرين، تفاجئنا من هذه الخطوة الجريئة للرئيس هادي لأسباب عدة:
أولًا أن عبدالعزيز المخلافي جاء من خارج متاريس الأحزاب والتكتلات السياسية والمحاصصة والتقاسم. 
وثانيًا أن التنقيب عن رجل يحمل الكفاءة والخبرة في هذا الظرف العصيب، أصبح مهمة نادرة لدى العديد من زعماء الأطراف في بلدي. 
وثالثًا أن عبدالعزيز المخلافي قليل الكلام والتزلف، رغم ما يحظى  به من المكانة والتقدير والعلاقات الإقليمية والدولية.
ورابعًا فإن القرارات التي صدرت في السابق أصابتني، ومعي كثيرين بالإحباط، ولم تكن تلبي أدنى درجات الطموح لليمنيين الذين أصبحوا ينامون على خوف ويقتاتون الأمن في الأحلام..
من يعرف عبدالعزيز المخلافي، سيدرك كم أن هذا القرار صائبٌ، وسيحمل تمنيات بأن يكتب الغد بأن يكون "المخلافي" رئيسًا لأي حكومة قادمة..
في الفترة الماضية، كان اسم عبدالعزيز المخلافي حتى ساعات قليلة من إعلان حكومة خالد بحاح مرشحًا لرئاسة الحكومة، لكن ابتعاده عن التكتلات والحسابات السياسية والتدخلات استبعدته، وأعلن بحاح رئيساً للحكومة..
ظل عبدالعزيز المخلافي يمثل اليمن في العالم بأبهى الصور، ونال الاستحقاق والتكريم طوال فترك رئاسته للغرفة التجارية العربية الألمانية، والتي لازال فيها..
وخلال هذه الأعوام، سجل "المخلافي"، الذي يعمل بعيداً عن ميكروفونات الاعلام، ضمن أهم 100 شخصية مؤثرة في ألمانيا. 
أعتقد وأجزم أن هذا القرار مثل بارقة أمل يمكن أن تطل منها شعاع إنقاذ للاقتصاد اليمني الذي يتهاوى في الجحيم والانهيار..
وأعتقد أن هادي، الرئيس، قد أحسن صنعًا عندما غلب مصلحة اليمن فوق التقاسمات السياسية والمحاصصة التي أصابتنا بالركود.
لقد ألقى القرار حجرًا في بئر آسن ..
وهذا يحسب لهادي كثير العثرات
ولهذا نقول إنه قرارًا من أجلنا 
من أجل اليمن.