اروى عثمان
الاربعاء 29 يونيو 2016 الساعة 16:17
حيّ على الموسيقى
اروى عثمان
"ابق حيث الغناء ، فالأشرار لايغنون " "مثل غجري" .. بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى ..
إلى حزب الإصلاح وشقاته المتطرفين من الزنداني إلى العديني ، الحزمي ، وو.. الخ بما فيهم السلفيين ، والجناح العسكري ، والأجنحة المعلنة والمخفية والمتربصة .. إلى كل الإيديولوجيين العصابيين والمتعصبين الذين يفجعوننا ليل نهار بفتاويهم ومن على منابرهم .. 
 
** حسكم عينكم يخطر على بالكم "البال /اللغم " من أن هذه الحرب المدمرة التي تجتاحنا اليوم ، وهذا الحصار والظلام ، والتفجير ، والعطش ، والجوع والفقر، وعفاش ، وفشل ثورة2011، والحوثي وكتائبه ، وحماة الثورة وفيالقها وو..الخ ، وكل هذا الخرب الممنهج علينا أرضاً وإنساناً ، أن سببه الفسق والفجور ، والمجون وانتشار حفلات وتظاهرات الموسيقى والغناء ، والباليه ، والأوبرا وفرق الأوركسترا في اليمن مدنها وريفها ، سببه تلك المعاهد والأكاديميات لتعليم الفنون والتراث والرقص ، والرسم ، وانتشار قصور الثقافة وصالات الاحتفالات والمسرح المفتوح ، والمسرح الوطني في كل مدن الجمهورية وتتنافس على خشبته كل المبدعين رجالاً ونساءً من اليمن والعالم ، وكذلك المسرح المدرسي الذي يبدع فيه أطفال وطلاب وطالبات اليمن مسرحيات تنافس فنون المسرح في العالم .. 
 
سببه تلك المتاحف التي صممت بعضها المهندسة العراقية العالمية "زهاء حديدي "، أو توسع بناء المكتبات الوطنية في كل حي وشارع ، أو فنون الشارع من الفنون الشعبية والتقليدية والحديثة ، والرقصات فلكلورية وتقليدية التي تجوب الشوارع والحقول والميادين تستعرض باقاتها الإبداعية .. 
 
حسكم عينكم تخرفوا وتتوهموا بأشياء لاوجود لها ، من أن اليمنيين ملهيون بالمعازف ، وطوابير مهرجانات العالم التي تتقاطر على العاصمة صنعاء ، وصنعاء القديمة ، مسرح السائلة ، وكذلك في تعز وعدن وحضرموت ، وريمة ..الخ بمناسبة الأيام الدولية والمحلية للفنون ، بل وفي رمضان تقام الأمسيات الفنية ، وحلقات التصوف والموالد والحضرات من المولوية إلى أحمد ابن علوان ، إلى العيدروس ، وأن اليمن كل عام يبنى فيها أكاديمية للفنون للتنوع الزاخر التي تتمتع به من الفنون التقليدية والحديثة ، وأن اليمن مكتظة بالمقاهي القديمة والعصرية يؤمها الشباب والفتيات والعائلات لتناول كافة أنواع الشاي والقهوة ، والمشروبات على أنغام موسيقى الجاز ، وأم كلثوم ، وفيروز وأحمد قاسم ونجاة الصغيرة ، ورجاء باسودان .. ولذا غضب ربي عليها وعلينا لأننا لم نحافظ على "بيضة الإسلام" ، و"بيضة القبيلة والمشائخ " ، و"بيضة العسكر والعكفة " ، وبيض المذهب ، وفقهاء الفتنة ..الخ من البيض أكانت بيوض المزارع أم بيوض الدجاج والحنشان والهوام.. 
 
_ حسكم عينكم تجننوا من أن سبب مانحن فيه كوارث فرقة الأوركسترا في وادي الضباب والجحملية ، وجسر شهارة ، وفعاليات الباليه في صنعاء القديمة ، وباب مشرف والأوبرا في باب اليمن ، وجبال مران ، وسد مأرب ..الخ ..
 
**
قطف خبر : 
- اليمن في ألفيتها الثالثة 2016 ، بلا معهد للموسيقى ، بلا متحف ، بلا مسرح مدرسي ، بل ويجرم فيها الأغاني والموسيقى والرقص ، إلا من رقصات الحرب والبنادق والعيب الأسود وعقائر الأثوار وكل أنواع العيب القبلي المشيخي ، وزخم الإنشاد الديني بل والمذهبي الطائفي مؤخراً..
 
- وز ارة الثقافة بجلالة قدرها معها فرقة شعبية يتيمة من بقايا فرق الجنوب قبل الوحدة وتتناقص كل يوم ، وعند كل مناسبة " وطنية " تتسلف وزارة الثقافة فرقة الرقص الشعبي للتوجيه المعنوي الذين يكابدون المشقات لاحتمال شظف العيش والمهانة التي لا تليق بإنسان ، وفنان.
 
- **
- تحية لكل فنان وفنانة في وزارة الثقافة ومكاتبها في كل أنحاء الجمهورية ، ولكل فنان وفنانة في الفرق الصغيرة في المدن والريف ، تحية لفنانيين والفنانات سادة البهجة من يطلق عليهم ب" المهمشين والمزينيين " ، التحية لجيل الشباب والشابات الذين يواصلون حلمنا بالسلم الموسيقى ، وينشرون أيقونات "دو ، ري ، مي ، فا ،صول،لا،سي ، دو " في كل سماوات الجمهورية اليمنية يتحدون قبح الحروب ، حروب الداخل والخارج ، قبح هذا التحريم و التجريم المهوس والمسعور والمنفلت بملاحقتنا كظلنا وأنفاسنا .. تحية لكل من يدندن ، ويطرب ، ليحيي من حوله بأوتار الحياة : موسيقى .. فحيا على الموسيقى ، وحي على الفنون .. و"سوف نحيا" ، وكل عام واليمنييون والعالم بخير وسلام ..
**
#‏دولة_لاميليشيات
#‏دولة_مدنية
#‏لاسيدي_ولاشيخي_سوى_الدولة