الاربعاء 18 مايو 2016 الساعة 19:44
الحوثيين ، أم داعش والقاعدة ؟
 
 
حتى اليوم نجحت المملكة العربية السعودية مع التحالف العربي في بسط سيطرة كاملة عسكرياً وفرض تأثير سياسي كبير قلّص النفوذ الإيراني باليمن وقطع خطوط تواصلها المباشرة ، ومنح الفرصة لفتح مسار سياسي جاد لإنهاء الازمة اليمنية باتفاق شامل يعيد الحكومة الشرعية لفرض قرارها على البلاد وإعادة إحياء الجيش والمؤسسات المتعثرة في إطار جامع وشامل لايستثني أحد حتى الحوثيين الانقلابيين .. هذا المجال فُتح في الكويت بمشاورات بين الحكومة الشرعية ووفد يمثل الانقلابيين الحوثيين وصالح ، لكن هل هي مشاورات جادة ؟
هل قابل الحوثيين قرار الامم المتحدة ٢٢١٦ بإجراءات حسن نيه على الاقل ؟
الجواب ممتداً من اجتماعات مسقط ومشاورات جنيف ١ وجنيف ٢ إلى مشاورات الكويت هو لا .
المشكلة أن الحوثيين هم الحلقة الأضعف على الأرض ويعلمون ان المفاوضات لن تضيف لهم شيء مقارنةً مع طموحاتهم ومطامعهم وكذلك الحرب لن يكسبوها وفي الغالب هم يستميتون للبقاء على الأرض بالرغم من الهزائم المتلاحقة في جبهات عدة . لكن مع التطور الجديد بدخول داعش والقاعدة على الخط بدٓت لهم مصلحة إقليمية أساساً اتهم بها إيران ، وتهدف إلى استنزاف قدرات التحالف بقيادة السعودية بفتح أكثر من جبهة للقتال .. حيث أن محافظة او جبهة يتم إسقاط الحوثيين فيها لاتقع في سيطرة قوات التحالف بسلام قبل ان تزعزع داعش والقاعدة ذلك بعمليات امنية متلاحقة تستهدف قادة عسكريين ومسؤولين امنيين وسياسيين بهدف استنزاف التحالف بإدامة القتال في هذه المنطقة وتعطيل تقدمه إلى مناطق اخرى كما جرى بوضوح في عدن وتعز وحضرموت .
هل بعد هذا كله إثبات على ارتباط الحوثيين بداعش والقاعدة والأهم محركهم الإقليمي الذي يسقط مصالحه ضد السعودية لينفذها بحماقة الحوثيين وداعش والقاعدة ؟!
برؤية عكسية إن جازت الإشارة ، أعتقد بأننا لسنا مضطرين لتحويل اولوية محاربة الإنقلابيين واستعادة الشرعية إلى محاربة داعش والقاعدة كما قال وزير الخارجية عادل الجبير حتى وإن كان وجودهم الجغرافي متزامن ومتقارب .
مهمتنا محاربة الإنقلاب واستعادة الشرعية فقط ، وعلى الحكومة الشرعية بجيشها الوطني ان تكون نشيطة في إعادة تموقعها في المناطق المحررة وتحفظ الواقع الامني قبل ظهور داعش او القاعدة في تلك المناطق وهذه مسؤوليتها الوطنية .. أما وجودنا نحن لمحاربة الانقلابيين ثم داعش والقاعدة فهذا يحقق مصلحة اطراف اقليمية في استنزافنا بفتح جبهات كثيرة ضد اكثر من خصم ودفعنا حتى لتدمير البنية التحتية ، وسيؤخر هذا الحسم العسكري الذي يجب ان يكون اسرع مما عطله فتح الجبهات ضدنا وزيادة الخصوم .
الـتأثير السلبي لـقتال الحوثيين وداعش والقاعدة في آن واحد هو اكبر اليوم في حالة القتال لاسـتعادة الشرعية منه لو كان في حالة إنشاء تحالف دولي او إقليمي لمحاربة الارهاب فقط بالتعاون مع الحكومة الشرعية .. لا أريد أن يُفهم ماكتبت بأنه دعوة للتوقف عن محاربة داعش والقاعدة في اليمن بل أدعوا لتنشيط دور الجيش الوطني والحكومة في تأمين المناطق المحررة ، ولكني أحذِّر كثيراً من أن هذا التحول في الوقت الحرج يحقق مصلحة إقليمية خبيثة تسعى لاستنزافنا بما يساعد فيما بعد على مساومتنا في الملف السوري وتعطيل أهدافنا فيه ، وكذلك إدامة القتال بما يزيد فاتورة إعادة إعمار البنية التحتية فيما بعد .