صالح المنصوب
الأحد 17 ابريل 2016 الساعة 17:13
هدنة ومفاوضات وماذا بعد؟؟
صالح المنصوب

 

أصبح الأمر واضح واللعبة مكشوفة ولم يعد هناك مجال للتبرير, من أشعل الحرب اصبح اليوم يشرف على الهدنة ومن جر الناس الى الجبهات اصبح اليوم مراقباً لها , من كان يدعو الى العنف والاستشهاد اليوم يدعو الى السلام ,ماذا يجري؟ لماذا لم يكن هناك ايقاف دائم للحرب ؟ هناك هدنة قبل كل مفاوضات, لكن اذا لم يكتب للمفاوضات في الكويت النجاح! , من الواضح انها الحرب ستبدأ مجدداً  

لا خلاف على الوقوف في وجه الانقلاب واحترم من وقفوا, لكن المؤسف ممن انسحبوا من الحوار و يصرحون عن تطبيق مخرجاته ربما يناورون لأنها لا توجد لديهم قناعة بالرغم انهم محسوبون على الشرعية , هناك ايضا اطراف  تتحدث عن الطائفية والكراهية فيما هي تمارسها وتحرض وتمارس كل ادوات منتجي فتنة الانقلاب وهذا نوع من الدخول في متاهة وجر البلد الى فوضى وكراهية وفوضى لا أول لها ولا أخر.

التناقض الواضع الذي لم يفهم لي وغيري من المتابعين هو ان من يدعون الى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني هم من انسحبوا في الايام الاولى لجلسات الحوار ,ولم يكونوا راغبين بذلك , وهم معروفين ولم يشاركوا تلك الجلسات لماذا لم نقف في وجههم لماذا الدفاع عنهم , الكل يعرفهم هم قيادات لأكبر الاحزاب اعلنوا انسحابهم من مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن.

يتحدثون اليوم كثيرا عن تنفيذ المخرجات في الوقت الذي لم يكونوا راضين بالأمس عن الحوار اصلا  , سبحان مقلب الأحوال والمواقف.

كل يوم تتضح اشياء والايام تكشف لنا حقائق غائبة , ربما ان هؤلاء كانوا جزء من المشكلة وهم كانوا سبباً لهذا الحرب وكلهم كانوا ادوات للنظام والقبيلة سابقاً

المحزن جدا ان الترويج لأحاديث واختراعات وشائعات على رموز وطنية , سياتي اليوم الذي يتم فضح من يقف ورائها بقوه , بدأت الامور تتأرجح من كان يدعوك الى الذهاب الى المواقع للحرب اصبح يدعوك الى السلام واضحى رجل رقابة الهدنه الاول ,ومن كان يحرضك ليل نهار على الحسم ودحر ما يسميهم المجوس يجلس معهم ويتحاور .

ستتأرجح الاحداث لتتمخض عن حوار بين الجميع ويفضي الى تقاسم , لأن من كان يتصور ويتوهم ان الملعب سوف يتهيأ له , ادرك ان الامور تسير على ما لم يريد وهناك من يدير ادوات اللعبة ويسوق البلد الى ما يريد, لا الوجهة التي يريده الشعب

الشعب يدفع ثمن هذه الحرب ,والسلام وأن اتى متأخر سيكون البوابة التي تنقذ ما تبقى من هذا الشعب الذي تعطلت فيه الحياة,  وتحولت المدن والمؤسسات الى اشباح والكل بلا استثناء يدفع ثمن هذا الحرب .

مفاوضات الكويت بين وفد الحكومة والانقلابيين  يراقب  الشعب لها بأمل ودعواته لها بالنجاح مستمرة لأن تكون المفاوضات الاخيرة لإحلال السلام في الوطن ,لأن المواطن لم يعد يحتمل مزيدا من الإقتتال والخراب في الوطن اليمني

حقا لن يقوم وطن على قوى لا تعترف بقوة الضمير , فيها كثير من النقائض والعيوب مهما تظاهرت وان كان من المصلحة الوطنية  وقوف جميع القوى بضمير بعيداً عن المبررات والحجج الواهية ويحضرها كل الصفاء للعمل من اجل الوطن بعيدا عن المبررات والوهم والطلاسم  

الاستمرار في بث الكراهية والبغضاء بين ابناء الشعب نوع من التضليل والبطلان واختراق للهدنه لأنها اشد من الرصاص ,يجب ان تكون هناك دعوة للتعاون والسلام والاخاء بدلاء من الشحن الطائفي الذي ستكون نهاية من يروج له الفضيحة لأن هناك من يخفون عيوبهم ونقائضهم  عن طريق الجدل والمغالطة ,لان من يتابع التاريخ سيكتشف كل التناقضات واذا ما حاول طرحها سينقض عليه الهمج والوحوش من تجار الحرب ومسعريها ,

لقد كانت الصحافة الأمل و قبلة الحرية لكنها تعاني اليوم مثلما عانت بالأمس من استبداد السلطة اضافة الى الاستبداد الحزبي المقيت وهناك من يسعى لقلب الحقيقة في هذا الفضاء الخصب لتشويش ذهن المتابع, لان الفضاء الصحفي اصبح موزع لمطابخ عدة تخدم جماعات لا أوطان .

علينا ان نغلب مصلحة الوطن وان نعمل لأجله , وننتصر لقضاياه العادلة ,فالوطنية ليست الدعوة الى الخراب والحرب والقتل والتدمير ,الوطنية هي حب الوطن من قيم محبة وسلام وبناء وتتنميه, الوطنية ليست صكوك الغفران تمنحها  هذه الجماعة او تلك .

طال الاقتتال بين ابناء الوطن , بين طرف انقلابي مجنون لا يميز تنقصه التوعية , وبين طرف يناهض الانقلاب بصدق وحسن نوايا حباً في الوطن لا يساوم ابدا وأخر يفكر بالمكاسب وحب السلطة والوصول اليها باي ثمن واي طريقة ,

نتمنى من مفاوضات الكويت ان تتجاوز المكايدات والخصومات وان تنتصر للوطن وتغلب مصلحته بعيدا عن إرضاء هذا الطرف او ذاك ,  كما نتمنى ان يكون هناك وقف دائم للحرب فالهدنة كلمة لم نعد نطيقها فهي قابلة للخرق والنهاية لأن من يشرف عليها هم من يشعلون ويسعرون الحرب كيف سيكون هناك أمل ويكتب للمفاوضات النجاح ايادي تحشد للحرب و تراقب وأخرى تقصف و تفاوض  ؟

اذا الشارع يتابع الهدنة ويأمل من المفاوضات بسلام دائم ينهي الحرب وويلاتها