د.عبدالغني علي السبئي
الاربعاء 13 ابريل 2016 الساعة 00:12
المعطيات الاقتصادية الدولية، ضد صعود أسعار النفط، "تواقعات بفشل اجتماع الدوحة المزمع انعقاده في 17 أبريل الجارى."
د.عبدالغني علي السبئي
 
دعت قطر أعضاء أوبك وكبار منتجي النفط من خارج المنظمة إلى الاجتماع في 17 أبريل في الدوحة للاتفاق على تجميد الإنتاج في أعقاب اتفاق مبدئي في فبراير بين روسيا وأعضاء في أوبك، هم السعودية وقطر وفنزويلا، لإبقاء الإمدادات عند مستويات يناير الماضي.
تتفق جميع الدول المنتجة للنفط على ضرورة دعم سعر الخام، الذي يتداول حالياً دون أربعين دولارًا للبرميل مما يغذي التفاؤل في استقرار الأسعار فوق مستوى أربعين دولاراً، الذي يمثل أزمة حقيقية لمنتجي النفط،، إلا أنهم لا يتفقون على «آلية الدعم»، حتى شاب اجتماع 17 أبريل (نيسان) الجاري المزمع انعقادة  في الدوحة كثير من الشكوك في التوصل إلى اتفاق لتثبيت الإنتاج الذي دعي الاجتماع أساساً لأجله،والتوقعات تشير الى ان المعطيات الاقتصادية الدولية، ضد صعود أسعار النفط بلاستناد الي تحليل حزمة من المؤشرات.
-معطيات تتعلق بنظرة اقتصادية على وضع أسواق النفط العالمية بين كبار منتجي النفط تنبئ بفشل التواصل الي اتفاق تثبت الانتاج:-
ومن شأن نظرة اقتصادية على وضع أسواق النفط العالمية بين كبار منتجي النفط، بشكل أعمق، توحيد الرؤى، إلا أن اختلاف قدرة تحمل دولة عن أخرى، في ظل الأسعار الحالية، زاد من اختلاف الرسائل المحمل بها وزراء النفط في الاجتماع المقبل، وهو ما ظهر في تصريحات المسؤولين خلال الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي دعا وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، السعي لمقابلة نظيره السعودي علي النعيمي، قبل اجتماع الدوحة.
ومن شأن فشل كبار المنتجين في اتفاق لتثبيت الإنتاج في الاجتماع المقبل، تبديد أفضل أداء فصلي للنفط منذ منتصف العام الماضي، بمكاسب تخطت 10 في المائة في مارس (آذار).
وتتداول أسعار النفط قرب أدنى مستوياتها في شهر، مع تقليص المستثمرين مراهناتهم على ارتفاع جديد للأسعار في الوقت الحالي، نتيجة تصريحات إيرانية أكدت تمسكها بزيادة الإنتاج، وهو ما ترتب عليه عدم التزام سعودي بتثبيت الإنتاج إلا إذا التزمت جميع الدول، وسط تخمة في المعروض، سترتفع لا محالة بوجود مؤشرات قوية بعودة ليبيا إلى الإنتاج المليوني من جديد بعد تشكيل حكومة وفاق وطني مدعومة من الأمم المتحدة.
ولن تقلل أو تثبت إيران إنتاجها، إلا إذا استعادت مركزها بالسوق باعتبارها ثاني أكبر مصدّر للنفط في منظمة «أوبك»، بحسب وزير النفط الإيراني بيغن زنغنه، مقارنة مع موقف سعودي اقترح في فبراير (شباط) الماضي، تثبيت الإنتاج للحد من تخمة المعروض وبالتالي دعم الأسعار،وكان ولي ولي العهد السعودي  محمد بن سلمان، قال في مقابلة مع وكالة «بلومبرغ» مطلع الشهر الجارى ، إن المملكةلن توافق على تثبيت مستويات إنتاج الخام ما لم تفعل ذلك إيران والمنتجون الكبار، في إشارة إلى روسيا التي سجلت أعلى مستوى لإنتاجها النفطي في ثلاثين عاماً،ولا يعول كثيرون في أسواق النفط على اجتماع الدوحة (رغم موافقة 15 دولة على المشاركة، بينها السعودية وروسيا، أكبر دولتين منتجتين للنفط في العالم) في دعم الأسعار، وهو ما ظهر في توقعات الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، ووزير الدولة الإماراتي سلطان الجابر، في «استمرار تقلبات الأسعار على المدى القريب»
-معطيات اقتصادية دولية:-
بخلاف فشل الا تفاق بين منتجي النفط،تقف بعض المعطيات الاقتصادية الدولية، ضد صعود أسعار النفط، مثل 
*قوة الدولار التي تجعل من الخام أغلى تكلفة لحائزي العملات الأخرى، فضلاً عن تباطؤ الاقتصاد العالمي، والتي تقل معها الأنشطة والطلب على البترول.
*عقبة النفط الصخري
يدخل منتجو النفط، اجتماع الدوحة، وعين على دعم الأسعار من خلال تثبيت الإنتاج، وأخرى علي على بدء عودة النفط الصخري من جديد. ، الذي يمثل مستوى أربعين دولاراً وقد تمثل الخلافات الحالية بين الدول الأعضاء في «أوبك»، التي ساهمت في تراجع الأسعار دون المستوى الذي يأمله النفط الصخري، ضربة له، نظراً لأن المدة التي تحتاجها منصة الحفر الأميركية للعودة إلى الإنتاج مرة أخرى بعد توقفها تصل إلى نحو عام كامل.
وواصلت حفارات النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، تراجعها للأسبوع الخامس عشر على التوالي، ليصل إلى أدنى مستوى منذ عام 19.
وواصلت حفارات النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، تراجعها للأسبوع الخامس عشر على التوالي، ليصل إلى أدنى مستوى منذ عام 1940م على الأقل، مع استمرار تأثر الأوضاع المالية لمنتجي النفط الصخري وقدرتهم على حفر آبار جديدة جراء تدني أسعار الطاقة.
وقالت شركة «بيكر هيوز» للخدمات النفطية، يوم الجمعة الماضي، إن شركات التنقيب خفضت عدد حفارات النفط والغاز قيد التشغيل بمقدار 14 منصة في الأسبوع الذي انتهى في الأول من أبريل، ليصل العدد الإجمالي إلى 450 حفاراً، مقارنة بألف و28 حفاراً، في الأسبوع المقابل قبل عام.                               
                                               باحث ومحلل مالي
                                             [email protected]