د. محمد جميح
الأحد 27 مارس 2016 الساعة 23:11
محمد جميح : الحوثي وعكس المفاهيم !
د. محمد جميح
يتحدث الحوثيون عن نصر عظيم حققوه بعد عام أرجعوا فيه البلاد عشرات السنوات إلى الوراء بفعل مغامراتهم الداخلية والخارجية.
كانوا في بداية 2015 على سواحل عدن، وفي بداية 2016 وصلت المقاومة والجيش الوطني إلى محافظة صنعاء. ومع ذلك يرددون: “منتصرون وصامدون.”
يقولون: “أكثر من 15 دولة تشارك في العدوان، ونحن صامدون”، وقبلهم قال “داعش”: “أكثر من 100 دولة وجماعة مسلحة تقاتل “الدولة الإسلامية”، ونحن صامدون.”
يكذبون على أتباعهم بأنهم ذاهبون للتفاوض مع السعودية في الكويت، ويكذبهم ولد الشيخ الذي يقول إن التفاوض سيكون بينهم وبين فريق الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
يقولون تفاوضنا مع السعودية بندية، ويقصدون ذهابهم لشحت معونات “مركز الملك سلمان”.
استطاعت السعودية أن تؤمن حدودها في لقاءات أمنية ميدانية، لا تفاوضية سياسية، مع ممثليهم في “أبها” قبل أيام، لكنها ظلت تضربهم في كل مكان داخل البلاد، والمغفلون يرددون تفاوضنا بندية مع السعودية.
المثير للسخرية أنهم يتلقون بلهفة معونات “العدوان السعودي”، وقوافل إغاثية جاءت لهم من دولة “العدوان”، دون أن يكون لديهم إحساس بالكرامة الوطنية.
الرجال لا تعطي الدنية عن يد وهي صاغرة، ولا تقبل نفوسها معونات أعدائها في الحروب. لكن هؤلاء أضاعوا عزة النفس وكبرياء الرجال.
الحقيقة، أننا نريد لصعدة الجريحة أن تهدأ، ونريد لها أن تنالها معونات السعودية والأشقاء العرب، لأنها عانت كثيراً من جنايات الحوثيين التي حولتها من مزرعة اليمن الكبرى، إلى ديار تنعق فيها غربان الشؤم الحوثية، بـ”صرخة” الحمق والتخلف.
لكننا نريد أن نكشف زيف انتفاخة هذا “الشحات المنفوخ”، الذي لم تمكنه كرامته من رفض “صدقات آل سعود”، التي كان يعير أهالي عدن بها.
الحوثيون سبة في جبين اليمن. إنهم أول من يمد يداً سفلى لمن يقول عنه إنه “العدو”، ليأخذ إعاناته، ثم يتشدق بالنصر والحسم والصمود أمام هذا العدو.
ويستمر الحوثيون في الكذب، ويقولون: يكفي أن الكويت وافقت على استضافة جولة مفاوضات، وهي خصم، ولا يعرفون أن الهزيمة هي أن يذهبوا هم إلى مفاوضات على أرض دولة تضربهم طائراتها.
يقولون إنهم انتصروا، ويعلنون موافقتهم على القرار الدولي الذي يجردهم من السلاح الثقيل، ويشترط خروجهم من المدن وإعادة الشرعية.
نريد لبلادنا السلام، ولا نريد أن تتعرقل مباحثات الكويت، لكننا هنا نتحدث عن هذا “الأحمق المطاع”، الذي رفض الحوار في عدن، وذهب للحوار في جنيف، هذا الذي يقول عن الكويت “دولة عدوان”، ويذهب للتفاوض على أرضها.
الحوثيون يغيرون معاني كلمات اللغة العربية، ويعكسون دلالات الألفاظ.
هؤلاء مجاميع من السفهاء، وجدوا أنفسهم فجأة في سدة الحكم، لغرض في نفس من خطط لإيصالهم إليه، فلا هم أحسنوا إدارة الدولة، ولا إدراة الاقتصاد، ولا إدارة الحرب، ولا إحلال السلام. وليس لهم من مفخرة إلا تسابق محمد علي الحوثي على إتاوات وضريبة أسواق القات.
أما حكاية الصمود الذي يتحدثون عنه، فكيف يكون الصمود، والأرض تتناقص من أطرافها عليهم؟!
الصمود يعني عدم التراجع، الصمود يعني عدم التزحزح من شواطئ عدن التي دخلوها قبل أكثر من عام، وخرجوا منها صاغرين، أو صامدين، حسب مفاهيم قاموسهم المقلوب، الذي يجعل الهزائم انتصارات.