د.عبدالغني علي السبئي
الأحد 6 مارس 2016 الساعة 23:33
الشمول المالي .التمويل الشامل هو السبيل الأنجع لتجنيب البلد مشكلة الانهيار الاقتصادي
د.عبدالغني علي السبئي
   «أن اختيار  موضوع «الشمول المالي» عنواناً لهذه المقالة البحثية فذلك، يعود لكون التمويل يعتبر من أهم الوظائف الرئيسية لأي مشروع سواء كان صناعي أو زراعي أو تجاري أو خدماتي، فالتمويل هو الذي يساعد على إنشاء المشروعات وتوسيع القائم منها والقطاع المالي ممثلا في البنوك وشركات التأمين والمؤسسات المالية المختلفة والشركات الاستثمارية هو الذي يرفد المشروعات بما تحتاج إليه من أموال، وهو الذي يعمل على تجميع المدخرات المبعثرة هنا وهناك ليقوم بضخها في جسم الاقتصاد القومي بقطاعاته المختلفة ليعمل على تقوية هذا الاقتصاد ونموه وتطوره وعلى هذا الأساس فإن نمو القطاعات الاقتصادية المختلفة يعتمد بشكل كبير على مدى وجود وكفاءة القطاع المالي في البلد، ولما كانت المؤسسات المصرفية أساسية ولازمة وضرورية لكل اقتصاد مهما كان شكله، فقد لعبت المؤسسات المصرفية العاملة في اليمن دورًا في تجميع المدخرات ولكن للاسف "الحقيقة القاسية"
وفق المسؤول في الاحتياط الفيديرالي أو المصرف المركزي الأميركي سركيس يوغورتجيان. علماً ان عملية الحصول على تمويل access to finance في الوطن العربي متدنية جداً خلال السنوات الخمس الاخيرة. فمن أصل 185 بلداً، كانت سوريا في المرتبة 165 والعراق في المرتبة 180، ثم ليبيا واليمن في المرتبتين الأخيرتين. وهذا يعني أن معظم واغلبية المجتمع اليمن لا يزالون يفتقرون إلى الخدمات الأساسية والمستدامة سواء كان التمويل الإدخار أو الإئتمان، أو التأمين والتحدي الأكبر أمام السياسة الاقتصادية (الادارة الاقتصادية )باليمن تكمن اليوم في إدارة النقود إدارة رشيدة و تنظيم البنوك التجارية و المؤسسات المالية الأخرى ومعالجة المعوقات التي تمنع معظم المجتمع اليمني من لمشاركة الفاعلة في القطاع المالي. والاستفادة من التمويل المصرفي و كذلك عليها الإشراف وتوجية المدخرات واستثمارها في مجالات مختلفة يعود بالنفع الوفير على البلد في شكل زيادة الإنتاجية والتشغيل والتقليل من البطالة، ورفع مستوى البنية الاقتصادية لتجنيب البلاد مشكلة الانكماش الاقتصادى  
 
 
-لماذا التمويل الشامل هو السبيل الأنجع لتجنيب البلد مشكلة الانهيار الاقتصادي ؟؟؟
 ان  وجهة نظرى بان التمويل الشامل هوا السبيل الأنجع لتجنيب اليمن مشكلة الانهيار الاقتصادى تنم عن دراسة متمعنة وبعدتحليل مجموعة من المؤاشرات لعدد من المصارف قبل وبعدحدوث اخر ازمة مالية لبيان اثر التمويل المصرفي على بعض المتغيرات الكلية في الاقتصاد اليمني 
 
 (( التحليل القياسي))
 
     –اثر التمويل المصرفي على الناتج المحلي الإجمالي
نظرا إلى أهمية التمويل المصرفي فإننا في هذه الدراسة نحاول أن نتعرف على اثر التمويل المصرفي على الناتج المحلي الإجمالي من خلال التحليل القياسي لفترة 10سنوات واختيار عينة التحليل مجموعة من المؤاشرات لعدد من المصارف التى تمثل اعلا نسبة في القطاع المصرفي اليمنى من حيث راس المال وحجم الاستثمارات الا وهىالمصارف الاسلامية وقد تم تقسيم بيانات المتغيرات إلى ربع سنوية بحيث يكون لدينا 44 مشاهدة وتم ذلك بناء على دراسات علمية سابقة كدراسة البازعي، وسوف تقوم الدراسة باستخدام برنامج SPSS بهدف دراسة وتحليل اثر التمويل المصرفي  ( الاستثمارات في المصارف ) على الناتج المحلي الإجمالي، باليمن ومن خلال البيانات الواردةفي التقارير السنوية لمجموعة البنوك العاملة بالسوق اليمنية الصادرة عن البنك المركزي  وبالإستاد على البرنامج الإحصائي (spss ).تحصلنا على النتائج التالية:
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
جدول(1)
نتائج تقدير اثر إجمالي الاستثمارات في المصارف (عينة التحليل)على الناتج المحلي الإجمالي 
           المتغير المعتمد ( التابع ) الناتج المحلي الإجمالي ( LN(GDP
 
 
يتبين من نتائج التقدير في الجدول أعلاه أن أشارة معلمة  إجمالي الاستثمارات المصارف (عينة التحليل) متوافقة مع النظرية الاقتصادية  حيث ترتبط الاستثمارات بعلاقة طردية مع الناتج المحلي الإجمالي  وقد بلغ أثر إجمالي الاستثمارات للمصارف (عينة التحليل) 0.554، كما أن هذا المتغير كان ذو دلاله إحصائية وبلغت P-Value  بنحو  0.000 وهي تشير الى أن مرونة إجمالي الاستثمارات بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي ذو دلالة إحصائية، الا انه يتضح بأن النموذج يعاني من مشكلة ارتباط ذاتي، حيث أن قيمة داربن واتسون (D.W = 0.157) ، لذلك فإنه يجب اختبار متغيرات السلاسل الزمنية ومعرفة مدى استقراريتها مع مرور الزمن حتى يمكن الحصول على نتائج دقيقة، ما لم فإن ذلك قد يؤدي إلى الحصول على نتائج مضللة لا تكون على مستوى عال من الدقة ().
وهنا يتم فحص استقرارية متغيرات السلاسل الزمنية، حيث نجد أن  اختبار المتغيرات التامة التكامل تقوم على سكونية (استقرارية) البواقي في المعادلة ونظراً لأهمية السكون فان هناك ثلاثة اختبارات لفحص سكون المتغيرات (تامة التكامل ) وهي اختبار أنجل وغرانجر وهو اختبار (CROW)*، واختبار (Test DF de Engle et Granger )، واختبار ( Dickey – Fuller Test ) لأنجل وغرانجر ويعتبر الاختبار الأول هو الأكثر بساطة من حيث التطبيق والأكثر ضمانة. 
وفي دارستنا هذه سنقوم باستخدام الاختبار الأول اختبار  (CROW):
Ho : غير ساكنة   غير تامة التكامل ،  H1 : ساكنة  تامة التكامل ويتم استخدام اختبار داربن واتسون من أجل سكونية ، ونعرف أن الإحصائية لداربن واتسون تحسب على النحو الأتي:
 
 
ونظرًا إلى أن قيمة داربن واتسون صغيرة، وتقترب من الصفر فهذا يعني أن فرضية العدم هي المتحققة، أي: أن  غير ساكنة بمعنى غير تامة التكامل، وعليه تم معالجة تلك المشكلة  بطريقة الفرق العام(() وكانت تظهر في نتائج التقدير  وجود مشكلة ارتباط ذاتي، وقد ظهرت تلك المشكلة مرتين وتم معالجة تلك المشكلة.
 وعليه فانه سوف يتم استخدام طريقة الفرق العام لمعالجة تلك المشكلة، وبعد تلك المعالجة  حصلنا على النموذج المقدر الناتج المحلي الإجمالي الذي يتم تقديره وكانت النتائج أيضا فيها مشكلة ارتباط ذاتي وتمت المعالجة بنفس طريقة الفرق العام ومن ثم تم الحصول على النتائج الموضحة في الجدول التالي:
 
 
 
 
 
 
 
 
 
جدول (2 )
نتائج تقدير اثر إجمالي الاستثمارات في المصارف (عينة التحليل) على الناتج المحلي الإجمالي 
بعد معالجة مشكلة الارتباط الذاتي
           المتغير المعتمد ( التابع ) الناتج المحلي الإجمالي ( LN(GDP
 
 
 
أن النموذج له دلالة إحصائية حيث يتبين ذلك من خلال قيمة F –Test = 2318.1 أي أن قيمة P- Value = 0.000، كما تشير النتائج إلى  أن المتغير المستقل( إجمالي استثمارات المصارف (عينة التحليل) ) يفسر المتغير التابع بما نسبته 98% ، وأيضا تشير النتائج إلى أن معامل الارتباط كان قوي بين أجمالي استثمارات المصارف (عينة التحليل)والناتج المحلي الإجمالي، وهذا يشير إلى أن الاستثمارات بشكل عام ذات علاقة قوية بالمتغير التابع( الناتج المحلي الإجمالي)، وهنا يلاحظ بان استثمارات المصارف (عينة التحليل) كانت ذات دلالة إحصائية حيث أن قيمة T-test = 48.147 بالإضافة إلى ذلك فان قيمة P- Value =0.000 وهذا يعني بان مرونة إجمالي استثمارات المصارف(عينة التحليل) بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي ذو دلالة إحصائية عند مستوى معنوية  0.05 = α، ومن هذا المنطلق فهذا يعني انه كلما زاد إجمالي استثمارات المصارف والبنوك العاملة باليمن بنسبة 1%يوفايو أدى ذلك إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.85%، وفي هذه الحالة يظهر بان استثمارات المصارف وتبني مفهوم(التمويل الشامل )يمكنها ان تلعب دورا كبيرا في التأثير على الناتج المحلي الاجمالى وبعض المتغيرات لاقتصادية بشكل ايجابي وبالتالي ينعكس ذلك على نمو تلك المتغيرات.
 –اثر إجمالي أصول المصارف وإجمالي استثماراتها على الإنفاق الحكوم
   من المعلوم بان الإنفاق الحكومي في الجمهورية اليمنية يفوق الإيرادات التي تتحصل عليها الدولة الأمر الذي يجعل الدولة تلجأ إلى طرق مختلفة لتمويل العجز من خلال الاقتراض الداخلي أو الاقتراض الخارجي أو التمويل بالعجز وهو عن طريق دفع البنك المركزي إلى زيادة الإصدارات النقدية.
 وعليه فان إحدى الدراسات تشير إلى أن لكل  طريقة تمويل عجز من الطرق المذكورة سابقا أثارها الاقتصادية ونظرا إلى أن معظم تلك الطرق أثارها سلبية الأمر الذي جعل بعض الدول تضع حدا أعلى لمقدار العجز كما في الاتحاد الأوروبي حيث ينص ميثاف الدول على ألا يتجاوز العجز في الموازنة الحكومية على 3% من الناتج القومي، ونظرا إلى أن العجز في الإنفاق الحكومي ينظر إليه من اتجاهين الأول أن هذا العجز ليس له تأثير على الاقتصاد الكلي في الأجل الطويل إي انه بزيادة الإنفاق الحكومي آو تخفيض الضرائب يؤدي ذلك إلى تغيير مماثل في الادخار، أما الاتجاه الثاني فانهي يرى أصحابها أن العجز في الإنفاق الحكومي يؤثر سلبا على الاستثمار في حالة ثبات الادخار، ولذلك يلاحظ بان وجود سوق اقتراض داخلي يؤدي إلى علاقة سببية بين العجز الحكومي والحساب الجاري، وان هذه العلاقة ليست مباشرة وإنما تعتمد على عدة أشياء من ضمنها السياسة النقدية وسعر الصرف وسعر الفائدة والطريقة التي يتم بها تمويل العجز، فضلا عن ذلك فان بعض الاقتصاديين يؤكدون بان تمويل العجز عن طريق الاقتراض الخارجي أفضل من التمويل عن طريق التمويل الداخلي حتى وان أدى ذلك إلى تخفيض سعر الصرف.ونظرا الى اهمية الانفاق الحكومي فان هذه الدراسة تحاول ان تبين مدى اثر اصول المصارف واجمالي الاستثمارات للمصارف على الانفاق الحكومي ومن خلال البيانات لنفس الفترةو(عينة التحليل) والتي تم تقسيمها الى ربع سنوية بنفس الطريقة السابقة من خلال دراسة البازعي حيث تحصلنا على 44 مشاهدة وقد كانت نتائج التقدير التي تم الحصول عليها فيها مشكلة الارتباط الذاتي والذي تم معالجته بطريقة الفرق العام وفي الاخير تحصلنا على النتائج المبينة في الجدول التالي.
جدول (3)
نتائج تقدير اثر اصول المصارف وإجمالي الاستثمارات على الإنفاق الحكومي 
           المتغير المعتمد ( التابع ) الانفاق الحكومي ( LN(G
 
 
 
   يتبين من خلال نتائج التقدير في الجدول (  3  ) إلى أن نموذج تقدير اثر كل من أصول المصارف وإجمالي استثمارات المصارف (عينة التحليل) على الإنفاق الحكومي  كان ذو دلالة إحصائية حيث أظهرت قيمة F- Test = 104.685  ، كما تبين من خلال قيمة داربن واتسون بانه لا يوجد مشكلة ارتباط حيث ان قيم D-W = 1.49 ، كما تشير نتائج التقدير الى ان المتغيرات المستقلة تفسر المتغير التابع بما نسبته %91 ، وهذا يعني بان هناك 11% من المتغيرات التي غير موجودة في النموذج لم يتم اضافتها في النموذج. كما يتبين ايضا من خلال النتائج ان  مرونة إجمالي اصول المصارف بالنسبة للانفاق الحكومي كانت -0.0025 ولكنها ليست ذو دلالة احصائية حيث ان قيمة T-test = -0.236 كما تشير النتائج الى ان العلاقة بين اصول المصارف (عينة التحليل)والانفاق الحكومي علاقة عكسية ولكنها ليست ذات تأثير لان قيمة T-test ليست ذات دلالة معنوية عند مستوى معنوي   0.05= α مما يعني انه عند زيادة الاصول الخاصة بالمصارف  بنسبة 1% ليس له اي تأثير على الانفاق الحكومي ، وفيما يتعلق بمرونة اجمالي استثمارات المصارف .بالنسبة للانفاق الحكومي فقد كانت ذات دلالة احصائية ومعنوية عند مستوى  α= 0.05 حيث ان قيمة T-test  = 11.170 وفي هذه الحالة كما يظهر بانه كلما زاد اجمالي استثمارات المصارف  بنسبة 1% ادى ذلك الى زيادة الانفاق الحكومي بنسبة 1.79%.