وفاء المطري
السبت 5 مارس 2016 الساعة 18:40
تعز ثقافية وليست داعشية!!
وفاء المطري
 
 
تعز عاصمة اليمن الثقافية، وجوهرتها الثمينة العصية على التشويه والانكسار، ذات موروث شعبي وحضاري وأثري حافل، انجبت الانسان المثقف والسياسي النجيب، والتاجر الناجح، والاعلامي البارز اللبيب، ستظل تحافظ على ثقافتها، وان حاول البعض طمس هويتها وتشويهها، وتحويلها الى مدينة اشباح، تعج بالفوضى.
اكتسبت تعز أهميتها منذ القدم ، ولعبت دوراً مهماً عبر تاريخ اليمن المعاصر والقديم، وبلغت أوج مجدها عندما كانت عاصمة للدولة الرسولية (1229 – 1454 م)، تلك الدولة التي استطاعت بسط سيطرتها على اليمن.
مدينه تعز مدينه زاخرة بتراثها الحضاري، ومعالمها السياحية الأثرية من مساجد، وأبواب عتيقة، وإحياء قديمة تبوح بألقها، وقلعة تاريخية حصينة، تطل على المدينة، وجبل صبر الاشم، يحضنها كحارس امين، لا يغفل عنها لحظة.
وبفضل جهود المحافظ السابق شوقي أحمد هائل، الذي جعل موضوع اعتماد تعز عاصمة ثقافية لليمن ضمن أولوياته منذ توليه قيادة المحافظة، فقد تم اعتمادها عاصمة ثقافية رسميا بصدور القرار الجمهوري رقم (2 ) وتاريخ 2013/1/12م ، وتم رصد قرابة 22 مليار ريال يمني (نحو عشرة ملايين دولار) للارتقاء بالعاصمة الثقافية خلال الفترة من 2014 إلى 2016 ليظل كل ذلك حبر على ورق فقط.
تعز قبل عام من الآن كانت تحلم بمسرح ينقل جوهر ثقافتها لليمن ككل، لتقدم رسالة ساميه من خلاله ، الا ان هذا المشروع للأسف تلاشى واختفى، وضاع في مهب الريح، الذي يشاهد تعز اليوم لا يستطيع التعرف على ملامح ثقافتها، فقد عمد اعداء الانسانية والحياة، من داخل المحافظة وخارجها على طمسه واضاعته ، وتشويه كل ما هو جميل، ضمن مخطط احيك ضدها ، سبق وان حذرهم من السقوط في براثنه محافظ تعز شوقي هائل قبل حدوثه.
تعز الثقافة اصبح اليوم البعض يطلق عليها داعشيه ، التعزي المثقف او النازح اصبح البعض الان يدعوه ببعض المحافظات يا(داعشي ) وتثار الشكوك ضده، لا اخفيكم علماً في الوضع الراهن والحرب القائمة وبالأخص تلك الدائرة في تعز ، من قيام فئة داعشيه تعبر عن نفسها فقط بعيدة عن ثقافة تعز وسلميتها بممارسة جرائم واعمال داعش ، على غرار تلك المنفذة في العراق وسوريا مؤخراً ، ، فقد شهدت تعز اعمال ذبح وسحل وحرق وتنكيل وتعزير جثامين وتعليقها في الشارع العام واعدامات جماعية بحق اسرى ومواطنين وتصوير مشاهد تنفيذها ونشرها امام الرأي العام اليمني والدولي ، وبالمقابل واجهيت تلك الاعمال ادانات واسعة من مختلف الشرائح المجتمعية بالمحافظة والعالم ككل ، بما فيها بعض الجماعات المناصرة لما يسمى ب (المقاومة الشعبية ) والتي مورست هذه الجرائم تحت مظلتها ،
لتتفق بمجملها على ان هذه الجرائم لا تعبر عن ابناء محافظة تعز ولا عن ثقافتهم وأخلاقهم ووطنيتهم ،فأبناء تعز كغيرهم من ابناء اليمن يرفضون مثل هذه الاعمال الوحشية التي يسعى مرتكبوها الى تشويه الصورة الناصعة لتعز المدينة والتاريخ ،والبعيدة عن اخلاق وثقافة وتسامح تعز الانسان ، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان المليشيات المتطرفة التي قامت بهذه الجرائم هي نتاج فكر وأيدولوجيات ارهابية متطرفة نزعت منها الرحمة وبات يستهويها مناظر الدماء والأشلاء و تشوه صورة الانسان اليمني ، في حين ان تلك الاعمال لا تجيزه أي شريعة أو قانون وتعد خارجة حتى عن أعراف وقوانين الحروب،
ومن هنا ارادوا لتعز ان تطمس ثقافتها لتتحول الى داعشية ، لكن ما اريد ان اطرحه امام الجميع ما هو ذنب التعزيين الابرياء بكل ما يحدث ، ما ذنب تلك المرأة او ذاك الرجل العجوز او المواطن التعزي الذي يقتاد مصاريف المعيشة اليومية ودبة الغاز المنزلي ليمر بمعبر الدحي ويدعو لها احد افراد نقطة تابعة للحوثين  لمن هذا؟ ... للدواعش ؟ او ان يظلوا ينتظرون ساعات حتى يسمح لها بالمرور بدبة الغاز بعد مشقة وتعب ، ما ذنب تعز الثقافة ان تطمس هويتها لتتحول الى داعشية ؟!. في حين ان من قام بهذا الاعمال الداعشية يتحمل ذنبها هو فقط وليس كل مواطن تعزي..
،وبين هذا وذاك وليعلم الجميع انه وان اراد البعض لتعز الان ان يطلق عليها داعشية ،الا انها وبأذن الله ستعود وستظل مدينة تمثل مركز اشعاع علمي وثقافي وحضاري وعنوانا للمدنية والسلام والمحبة والوئام وستظل القلب النابض لليمن وقبلة المناضلين والأدباء والشعراء والفنانين وجامعه للثقافة و العلم و التجارة ،
 ولتعلموا ايها السادة والمتصارعين على الحكم  ، ان تعز حلمت بمسرح وفرشاة فنان ولم تحلم ببندقيه ولا قذيفه او صاروخ ، ومن المستوجب عليكم عاجلاً غير اجلاً ان تكفوا اذاكم   جميعاً عنها وترحلوا من تعز !