صالح المنصوب
الجمعة 26 فبراير 2016 الساعة 14:48
وتبعثرت أحلامي!!
صالح المنصوب

 أصبحت احلامي مبعثرة وأحزاني متراكمة, حتى أنني لم أعد أسمع غير المواجع والأحزان, قتل و اختطاف  ونزوح وجروح وخراب ودمار, كلمات لم نسمع غيرها ,

قتل الحب, وشنق التعايش, ودفنت قيم الانسانية والسلام ومات  الضمير وتحولت الى أسيراً ومكبلاً لأحزاني,

أصبحت حياة الكثيرين  من أبناء الوطن مؤبده بالقهر , يسكنهم الجوع والألم ,

كل سيد قبيلة ينصب نفسة قائداً يحسب نفسه  كل شيء, وأصبح الوطن مرتعاً للعصابات وتجار البشر والممنوعات ,قطع الطريق اصبح بطولة, والنهب اضحى ذكاء ومهارة.

همش المثقفون والأدباء والمفكرون واصبح لا مكان لهم في هذا الوطن ,منفيون وطالبي لجوء ,تسكن بين ضلوعهم الأنين والقهر والوجع  , على وطن تجذرت فيه عصابات الفيد والعبث لم تؤمن بالحوار يوماً والنظام والقانون سوى اسم استخدمته للتتويه و الإلهاء زمناً .

في عاصمتي اتضح مؤخراً ان مخازن السلاح فيها و أنواعه يفوق اضعاف المشافي والجامعات والمدارس والمباني الحكومية مجتمعه ,سلاح وجد لقتل الأنسان ,فبدلاً ان تبني للجيل حديقة وملعب ومنشأت ترفيه ومعامل ومنتجعات , تعد اسلحة للهدم والخراب

وفي وطني مشردون يتذوقون العلقم , ومنهم من يسكنون الخيام المهترئة الذي لأتقييهم حرارة الشمس ولا قساوة البرد ,فيها جائعون فيها مرضى لا يجدون قيمة إبره لمرضاهم يتسولون هناء وهناك ,في وطني الجهل يكبر ويتعاظم بفعل من سعى بل نجح في التجهيل للأجيال ,في وطني كان يعين الجنرال الأمي قائداً ومحافظاً ومديراً عاماً, في وطني تمكن القائد والزعيم الملهم حينها من أرساء قواعد للرشوة والفساد والفوضى والنهب والعبث ولم نرى طوال السنين بمحاكمة فاسد أو ناهب او عابث أو مهرب.

في وطني الشرفاء والأبرار منفيون مطاردون ,منهم من أعدموا ومنهم سجنوا ومنهم حكم عليهم بالمؤبد ,رحل الأحرار الذين كانوا يحلمون بوطن بدون تجار الممنوعات , ظل من بقي منهم شوكة في حلق سفاح أمتلك كل تفاصيل الحيل لسنين وصل اليوم الى وضع لا تجديه فيها  الحيل .

في وطني أجمل التضاريس وموقع جغرافي يحسدنا العالم عليه ,في وطني الأدباء والشعراء الذين أثروا المكتبات اليمنية والعربية بمؤلفاتهم, في وطني شعب طيب يعمل أكثر من طاقته يعيش حياة بسيطة ,لكنه نتيجة الجهل المطبق وسوء الفهم لا يعرف كيف يدافع عن حقوقه المسلوبة وحقه في العيش بكرامة وحياة تحقق فيها العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية ,كل أحلامه وأماله وتطلعاته اصبحت مكبلة بالحديد ,ظلت الحقيقة غائبة حتى على الصحفيين لانهم ممنوعون من الحديث لزمن عن ما لا تطيقه رغبة الحاكم  حينها ,صمت مقيد وممنوع ,أصبح الحاكم يأخذ نوره من بصر الفقراء والضعفاء والمحرومين ,حاكم أخذ كل ما هو قبيح في الإنسان والحيون واستمر الى اليوم ,حتى ان اسمه ارتبط بالتوحش

فهل أن لنا أن نعيد بعضاً من احلامنا, و أن نبدد كل السراب وأسباب القهر وتجذر الفوضى والعبث مجدداً ,و نزيح الكابوس الذي نعيشه والوهم الذي يسكن الكثير منا ونعيش الحقيقة وتحضر فينا القيم الإنسانية والاخلاقية , هل آن لنا ان نقود حملة لتطهير الوطن من الفساد وأشباه البشر من اللصوص والعابثين  أياً كانوا والمرتشين وادعياء السلطة والجاه .

أم اننا نحلم ان نبني وطناً ومجداً زائفا , على رمال الكذب والتضليل والتطبيل للفوضى وتزيين وتحسين صورة من تعذب الشعب منهم زمناً, فهذا يجعل حلمنا يرتد الى الوراء مراراً ونبني وطن على ركام الزيف والتزلف والبهتان.

 إنناء نحلم لكننا نظل عاجزين من الخروج عن منطق الحلم بالوطن الجميل,

واتمنى ان لا تستمر احلامي المبعثرةوأن يصبح الحلم حقيقة والواقع متغيراً عن بؤس الماضي وأوجاعة