الرئيسية
أخبار محلية
عربي ودولي
اقتصاد
رياضة
الأسرة
تكنولوجيا
فن
تقارير
تواصل معنا
أحمد طارش خرصان
السبت 6 فبراير 2016 الساعة 20:27
المرتزقة على أبواب صنعاء
يبدو الإهتمام الإجباري بالحزام القبلي المحيط بالعاصمة صنعاء ، نقطة إنطلاق جيدة كي يَفِيَ قادة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية - وقبلهم الرئيس هادي - بوعودهم بنهايةٍ أكثرَ من مشرّفة ، خصوصاً والجميع على عتبات استعادة صنعاء - بما لها من رمزية -وإنهاء أسوأ فصل عاشتْه البلاد برمتها .
يتقهقر الحوثيون وصالح صوب النهايات المرعبة لرغباتهم السيّئةٍ ، والتي لا تدري اليوم كيف تمكّنتْ هذه الرغبات السيئة من اللعب بمصائر اليمنيين طيلة أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً ؟
يبدي اليمنيون رغبتهم الشديدة في تجاوز هذه الحقبة المفزعة ، بما حوَتْه وحملَتْه من برامج واستراتيجيات للتقهقر والإنكسار مائة عام على أقلّ تقدير ، ربٌما سنصحوا من هذا الكابوس لننظر- بأسى لا يخلو من الضغينة - إلى النقطة والمحطة التي غادرناها ، بفاجعة أسطوريةٍ لم تسلم من الدماء وروائح التشظي والتفكك في البنية الوطنية .
لا تبدو عملية دخول صنعاء مستحيلةً ، لكنها - بالطبع - لن تكون سهلةً ، وستقود مغامرة الممانعة من قبل الحوثيين وصالح أو الإقتحام من قبل القوات الحكومية ، إلى إرتفاع الكلفة التي يتوجب على الطرفين دفْعها ، بغض النظر عن الجهة التي تحكم السيطرة على العاصمة صنعاء ، أكان صالح - وهو المُرَجَّح - أم الحوثي وهو يقف مكشوفاً وعارياًإلَّا من شعاراته الزائفة وسلوكيات مجاهديه الميامين ، وهم يقدمون نماذج حية في فضاءات وطنٍ ، ها هو اليوم يطرق أبواب صنعاء محاولاً إستعادة ما التهمه عام من الخذلان والخيبات المقدسة .
أتوق - ككل اليمنيين - للسلام والحفاظ على ما تبقى من فرص النجاة ببلدٍ ، لم يدع الحوثيون فيه ما يمْنحهم حسنةً واحدةً ، لكن هذا التَّوْق سرعان ما يصطدم بصلف الحوثيين وإيمانهم ، بالنصر الحتمي على المرتزقة وعيال العاصفة والخونة ، من أولئك الذين باعوا العرض والأرض حدّ زعْمهم ، وهذا ما يجعل دخول صنعاء عملية مكلفة ، لن يكون البلد بمنأى عن نتائجها الكارثية .
ربّما يكون صالح - وهذا ما أظهره إتصاله المُسَرِّب مع علي البخيتي - هو الوحيد القادر على تسهيل عملية دخول صنعاء ، إذا ما سلَّمْنا بعدم وصول أيدي الحوثيبن إلى بنية الحرس الجمهوري وتشكيلاته المختلفة ، وبقاءها على النحو الذي يجعل الحوثيين أشبه بسرابٍ ، اكْتَفَى بواجهة الصحف الرسمية والمواقع والقنوات الفضائية المغتصبة فضاءاً ، مكَّنه من التعبير عن تواجده الخادع والزائف على ذلك النحو الذي نقرأه ونسمعه في تلك الوسائل الإعلامية المغتصبة .
تقف صنعاء اليوم بين حصارين - إن سلّمْنا أنها اليوم محاصرة من قبل القوات الحكومية - ما قد يدفعنا - مجازاً- للقول ( ما أشبه الليلة بالبارحة ) ، أو أن التأريخ يكاد يعيد( يكرّر ) نفسه رفقة الكثير من التناقضات بالغة الفزع .
ما بين حصار السبعين وحصار صنعاء المُؤَمِّل اليوم ، تبدو وضعية المُحَاصَر اليوم مختلفةً عن وضعيته - كمُحَاصِر - في حصار السبعين يوماً، كما تنسحب تلك الوضعية على الداعم لذاك الحصار ، والذي كان يهدف إلى إعادة النظام الملكي ووأد الجمهورية في بدايتها الأولى ، ويكاد يتطابق ذلك مع وضعية المُحاصِر اليوم والمختلفة عن وضعيته كمُحَاصَرٍ في حصار السبعين يوماً ، وينسحب ذلك أيضاً على الداعم لهذا الحصار المفترض ، وبهدفٍ - يبدو البوم - مناقضاً لهدفه السابق ويضاده تماماً .
لن يُقدّمَ الحوثيون جديداً في موقفهم من حصار المرتزقة - حد وصفهم - للعاصمة صنعاء ، وبعيداً عن حقيقة الحصار من عدمه للعاصمة ، يظهر الحوثيون أكثر خَوَراً ووهناً من أي وقت مضى ، ولن تستطيع إنتصارات الحوثيين - مهما بلغتْ - أن تمنع سكان العاصمة من سماع دويّ المدافع والإشتباكات في بوابتها الشرقية ، أو أن تخفي حالة الإنكماش في سلطة الحوثيين وتراجعهم ، ولعلّ سخرية ناطقهم الرسمي- من الفارّين قبل التوجه إلى جنيف 1 - كون جماعته من تسيطر على أراضي الجمهورية اليمنية ، لن تكون قادرة على إستيعاب أن قوات أولئك الفارين باتتْ على أبواب صنعاء .
لا يملك الحوثيون ( عبدالرقيب عبدالوهاب )كي يقود ملحمة الدفاع عن صنعاء ، ولا يملكون إجماعاً وطنياً مؤيداً لما قاموا ويقومون به حتى اليوم ، ما يجعل التأييد الذي يحصل عليه الحوثيون تحت سطوة السلاح والعنف وهمياً ، لن يصمد أمام زَحْف المظلوميات والثارات التي خلَّفَهَا الحوثيون ، كلما عبروا قربةً أو مدينةً ما .
أدرك تبعات اقتحام صنعاء وتبعاتها ، كما وأدرك أن طلب السلام لصنعاء لن يكون مجدياً ، مالم يكن جزءاً من سلام شاملٍ يَعُمٌّ اليمن برمّته ، وبمنح تعز وباقي المحافظات السلام القادر على رفْع أصابعها من على زناد البندقية....
البندقية التي حوّلَتٍْنَا إلى ما يشبه جثامين
لن تنعمَ بضريحٍ مُعَدٍّ وجنازة لائقة .
|
أخترنا لكم
الأكثر زيارة
|