سامي غالب
الاربعاء 3 فبراير 2016 الساعة 21:59
الأهتداء بالإصلاحيين لتجنيب صنعاء الإقتتال...!!
سامي غالب
على الحوثيين و"الصالحيين" الاهتداء بالاصلاحيين لتجنيب صنعاء اقتتالا داميا!
 
في 21 سبتمبر 2014 جرى تسليم عاصمة اليمنيين من قبل الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي إلى جماعة الحوثيين بعد أن دحر الحوثيون مستشار الرئيس اللواء علي محسن الأحمر من "الحديقة" التي رفض تسليمها إلى أمانة العاصمة. يومها تحلى التجمع اليمني للإصلاح بالحكمة وامتنع عن القتال في العاصمة (وقد قدر أن أية محاولة لإحباط مخطط التسليم والإطاحة بحلفائه، قد يعرضه لضربة مميتة). 
في محنة اجتياح العاصمة صنعاء في 1948، خلد التاريخ اليمني ردة فعل رجل صنعائي متحضر راعته همجية الناهبين الذين اقتحموا بيته، فاوصاهم قائلا: "انهبوا ولكن بنظام"!
صنعاء نهبت عشرات، وربما مئات، المرات عبر تاريخها المديد.
يكاد المرء يسمع أصوات اصطكاك اسنان كثيرين من سكانها خلال الأيام الأخيرة. 
يكاد يمسك بتشنجات المدينة المدينة التي تغنى بجمالها الشعراء والمغنون والرحالة والمعماريون والمستشرقون. 
أي يمني محب لوطنه لا يتمنى أن يقرأ، معايشة، رواية "صنعاء مدينة مفتوحة" التي أبدعها محمد عبدالولي أحد عباقرة الأدب اليمني في القرن ال20، الذي أرخ بالإبداع لحظة جارحة شهدتها المدينة في واسطة القرن الماضي. 
****
مهما يكن التباين في المعلومات والتقديرات المتعلقة بسير المعارك شمال شرق العاصمة، وبخاصة في مديرية نهم، فإن المصلحة _ ولا أقول المسؤولية الوطنية أو الحكمة في ظل هذا الجنون الذي يستبد بسلوك أطراف الحرب جميعا_ تملي على تحالف الحوثيين_ صالح تجنيب سكان صنعاء (ومؤيدو صالح والحوثي يشكلون نسبة كبيرة من هؤلاء) المزيد من الويلات بعد أن كابدت _ وإن أقل من عدن وتعز والحوطة (عاصمة لحج) وصعدة_ الكثير من الويلات جراء غارات طيران التحالف العربي الداعم ل"الشرعية".
صنعاء ليست محض عاصمة سياسية لليمن. 
هي أيضا صورة مصغرة ل"اليمن" بمناطقة ومذاهبه وفئاته وتاريخه. 
وهي بمعزل عن انحرافات السلطات الحاكمة والتحريفات الانقلابية والنزعات التسلطية والسياسات المركزية البغيضة التي جعلت منها مصبا للغضب والنقمة لدى المظلومين والمهمشين في اليمن، صارت بالتاريخ وبالثورات وبالحروب من أجل الجمهورية، عنوانا للوحدة الوطنية، تماما كما عدن وتعز. 
خلال الحرب الناشبة في اليمن منذ نحو عام، باتت صنعاء الموئل الأول للنازحين من مختلف محافظات الجمهورية وإن أدت سيطرة الميليشيا على القرار فيها إلى نزوح التعبيرات السياسية، قادة حزبيين وبرلمانيين وناشطين سياسيين ومدنيين، وإلى تآكل كارثي وحزين لمظاهر التعبير المدني والديمقراطي التي صمدت بعد حرب 1994 وتعززت بعد ثورة 2011.
المعارك تقترب من مدينة يمنية كبرى ثالثة، واضعة أطراف النزاع المسلح جميعا أمام اختبار مسؤولية أخير!
 
من صفحة الكاتب على الفيسبوك