سام الغُـباري
الثلاثاء 12 يناير 2016 الساعة 11:19
سِد عفاش!
سام الغُـباري
 ولدتُ بعد أن توليتَ الرئاسة بعامين ، وغادرتَ الرئاسة وأنت لا تعرفني ولا أعرفك ، فلمَ تمنعني من منزلي ومدينتي ؟ ، حملت صورتك على واجهة مكتبي ، وفي مقيل دارنا ، وعلى أغلفة الهاتف المحمول ، أردناك رئيساً وزعيماً فأبيت إلا أن تكون “عُكفي” ، أنت من وقع المبادرة وخرج ، وقلت أن الدم اليمني أغلى من الكرسي ! ، فصفقنا .. وقصفتنا !!
 
– هل إكتشفت أن عبدربه منصور هادي سيئاً وخائناً وفاشلاً ؟ ، إنه منك ، أنت من اختاره رئيساً وألزمتنا إختياره وترشيحه ، هل كان حميد القشيبي متمرداً؟ ، أنت من عيّـنه وأطلقه في “عمران” ، وعلي محسن .. إنه جناحك وسوطك ، وعمار إبن أخيك ، والأحزاب اختيارك ، وانتخابات الرئاسة فكرتك ، والدستور حاجتك ، والمؤتمر الشعبي سبيلك ، وأحمد نجلك ، وكل من خرجوك عليك وقاتلوك هم خاصتك وعامتك ، المقربون منك في رئاستك ، ونعيمك وسلطانك. فلماذا تفعل بنا كل هذا ؟
 
– هل كان الحوثيون أبرياء أم مذنبون ؟ هذا هو السؤال .. إن كانوا متمردين في أعوام الحروب الست التي أزهقت ثلاثين ألف جندي ، وسحقت آلاف المنازل وعشرات القرى وشردت الكثير من الاطفال والأرامل والشيوخ . فبأي وجه تحالفهم وتآخيهم وتعاونهم وتنصرهم على أعضاء حزبك وشعبك ، وتُطلقهم على رجال الدولة وموظفيها الذين أخلصوا لك .
 
وإن كانوا أبرياء فلمَ قاتلتهم ، وقتلتهم ، ونمّـرتهم وسلّحتهم وقتلتنا ؟ ، لمَ استدعيت الطيران السعودي ليعينك عليهم في الحرب السادسة التي إنتهت بالثورة ، واستنكرت الفِعل نفسه على “هادي” .
 
– أوليس هاديك نائبك القديم و رئيساً بترشيحك وإصرارك وتسليمك ، ما شأننا نحن ؟ ، ما ذنبنا إن إردت انتقاماً من اليدومي أو حميد أو الانسي ، هل قتلوك في النهدين ؟ قلت إنهم فعلوا ، وأنكروا ما أدعيته ، يومها كنتُ في منزلي ، وملايين اليمنيين الشباب الذين ماعرفوا نعيمك يسمعون صوتك من شاشة القناة الحكومية بعد ساعات من الدهشة التي لن تتكرر .
 
– ليتك متُ ، ولا فعلت ما فعلت ، وإن سبقك المعارضون من أحزاب اللقاء المشترك لمحالفة الحوثيين والاعتذار لهم علناً ، تلك خطيئتهم التي مازالت تشوه وجه التاريخ ، كان عليك ألا تعتذر ، ولو مت يومها لكنت شهيداً حقيقياً ، نحنو عليك كما يحنو الصغار على أبيهم ، وصرت الراحل المذكور بالخير ، وسترحل .. اليوم أو غداً ، فما عاد في العمر بقية .. فمع من تصمد؟ ، مع الفقراء والمحرومين والعاطلين والجاهلين الذين ما شبعوا ولا اكلوا كما أكل أصحابك أو شربوا .
 
– ما ذنبي لتمنحني هروباً من زوايا المدينة ، وأعين الحوثيين تلاحقتني لأني كتبت في صحيفتك ، ما شأني لأدفع ثمن غوايتك مع السلطة ، و أحلامك لتوريث نجلك ، لماذا أبعدتني عن أهلي واقاربي ، عن وجه أبي ، وصورة شقيقاتي اللائي تزوجن وما استطعت أن أرى فرحتهن وأشاركهن عُرسهن السعيد ، ماذا فعلت لك ؟ ليس معي سلاح ؟ ، ولا مال ؟ ولا أصدقاء حقيقيين ، ولا رفاق جديرون بالبكاء .
 
– لا استطيع أن أكون قاتلاً ، ولا شيخاً من أولئك الذين صنعتهم على عينك ونفختهم في شوارع الضلال ، إنهم يشبهون الحوثيين ، إلا أنهم بلا عقيدة ، لا يؤمنون بأحد سواك ، ولهذا هربت منك ومنهم ! ، كنت ستقتلني وأنا صديقك ، ليس بيدك ، إنما بيد من أطلقت لجامهم علينا ! ، لا تقل لي أنه “هادي” من فعل ذلك ، فهو شخص لا نعرفه ولم نسمعه ، وثقنا فيك ورجونا اختيار أصلح ما عندك ، فإن ساء فمنك ، وإن نجح وفاز فإنه لك ومن رجالك ، فلمَ آثرت “ياسر العواضي” عليه ، وهو الذي يراك قاتل أبيه ؟ صدقته فقتلك ، وتخليت عن رجالك الأوفياء وجلست خلف الباب ومن معك تأتمرون على “نائبك” ، وأبو علي الحاكم وعُصبة “قريش” تصفق لك وتشرب معك من دم أبنائك وطلابك وموظفيك وناخبيك .
 
– ثلاثون عاماً وأنا بلا بيت ، إستكثرت عليّ بيوت الإيجار ، فطردتني منها ومن مدينتي وضاعفت مصيبتي ، وجعلتهم ينهبون بيوت الاصدقاء ويفجرونها ، فماذا جنوا وجنيت ؟ ، مُدن بأكملها تئن وتُذبح ، فتأتيهم بأبي لهب وحمالة الحطب ، قرى بأفرادها تنزف وأنت تعدهم بالحمير والبغال والصمود والعجب .
 
– لسنا مرتزقة ، وإن من كائن إستلم من الخليج كله مالاً لا يُعد ولا يُحصى ، فهو أنت ، ألا يصارحك أحد ! ، كل هؤلاء الخرسى الذين تلتقيهم سِراً ، لا يحبونك ، ولو أنهم فعلوا لقالوا : لا ! ، وإن كان الذين يذهبون إلى السعودية خونة فاسدين فقد سبقتهم إلى ذلك ، وعلمتهم وربيتهم ، فهم رجالك وموظفيك إلا القليل ، وليس لنا معهم حظ ولا شأن ولا سلطة .
 
– صراعك معهم ، فأخرِجنا مما تفعل ويفعلون ؟ ، اليمنيون مشردون في كل وادٍ وأرض يهيمون ، يبحثون عن وطن ، عن سلام وأمل ، مذلون مهانون ، فهل ترضى ؟ ، مازلت تعدنا بنجلك الذي لا صوت له ولا صورة ، خبأته في السرداب كما يفعل الشيعة الذين ينتظرون من سراديبهم إمامهم المهدي ، وبنيت على أحلامنا مستقبلاً من دخان يتشكل بصورة “أحمد” ، مستقبلاً من وهم ، وعجز ، وغائباً لا يقوى على الخروج من رحم الولادة ، إستبدلته بالولي الفقيه ، ورحبّت بأبناء طهران على مران ، فجئت بما لم تستطعه الأوائل ، ومن الحرس الجمهوري ولد الحرس الثوري برأس يُشبه أيامك الأولى في الرئاسة ، فتخلق وظهر فإذا به “أبو علي الحاكم” ، أُعجبت به لأنك ترى فيه شبابك ، يشبهك ، فأستحسنته وأنقلبت على “أحمد” وكل من معه .
 
– لنعد من حيث جئنا .. أريد أن أعود ، وأعرف أنك لا تستطيع العودة عما أنت فيه ، فكل الذين شاركوك البأس والضيم والعذاب والسياط والصواريخ لن يسمحوا لك أن تخدعهم ، وتبقيهم في واجهة الموقف ، سيقتلونك ، وربما يشترون بدمك خلاصهم ، سيعقدون على رأسك حريتهم وسلامهم ، وأنت ترى ما لا أرى ، لكنك صرت أعمى !
 
– أنت صانع هذه الحرب ، أوليت للحوثيين طائرات حربية ؟ هل ترى كيف يتحدث المجانين عن طائرات بيد ميليشيا ، تلك سابقة ما نالها إرهابي في التاريخ ، ثم أرسلت نجلك للتفاوض مع السعودية على قتالهم ، فأوقعك رئيس تحرير اليمن اليوم وجعلك تشهد في حوارك معه أن “الجيش كله بيد انصار الله” ، كُنت منتشياً ، تبتزهم بطريقتك ، ولما أتصلوا بك يسألون عن رجالك وقدرتك ، وهل هذا