سام الغُـباري
الأحد 13 ديسمبر 2015 الساعة 18:03
سام الغباري : رسالة الى صديقي "جيفارا"
سام الغُـباري
 
 لسنا وطنيين بالقدر الذي يمكننا من الحديث بإسم #‏اليمن ، ليس اليمن كجغرافيا ، بل كإنسان ، قد تستطيع الحكومة مثلاً التبرير لمثل هذا العجز الامني والاقتصادي في حلقاتها ، لكنها قطعاً لن تستطيع الهروب من التفكير والتصرف على أساس أن المواقف الشخصية تخلق القرارات العامة .
 
مثلما طالب رئيسنا دول التحالف بالتدخل لقصف القدرات العسكرية للحوثيين ، كان يتصرف وفق إرادة مصالح عامة وخاصة ، لن يستطيع التعايش مع هؤلاء الاوغاد ولن يقبل بطريقة حكمهم للدولة ، تصرّف من واقع القهر والألم الذي سببته له هذه الجماعة الملعونة .
 
- في الطرف الاخر يغادر صديقي "جيفارا" الذي كان يرعاني كثيراً الى #‏روسيا للمطالبة بقصف موسكو للعاصمة #‏صنعاء ، يا للهول ، لسنا خونة إذاً يا صديقي ولا عملاء ، فقد انضم أحدهم الينا ، تيار طويل من "العفافيش" يدخلون القائمة من بوابة المعسكر الشيوعي الآخر .
 
* ما كنت اتمناه أن تـُطل هذه القوة لتحافظ على اليمن ، وإن كان لها أن تقاتل ، فلتفعل ، غير أنها اختارت الوقت والمكان الخاطئين ، كان عليها أن تقاتل كـ"عائلة" في صباح يناير ٢٠١١م ، فتحفظ مصالحها وتُسقط كل شيء كان يتكوم لتدميرها ، لكنها عجزت عن فعل ذلك ، وحمدنا عجزها وسميناه إيثارً ، وتفضلاً وكرماً ، كان ذلك يكفي ليتحولوا إلى عائلة تمارس هذا الكرم ، وتدفع من أموالها ، وحسابات الاثرياء الذين يرتبطون بها مساهمات في الرعاية الاجتماعية الحقيقية بعيداً عن شلة "صنعاء القديمة" ، وتوزيع خيرهم وعطفهم وامتنانهم لهذا الشعب ، كانوا يستطيعون العودة الى الناس وترميم الجروح ونسيان كل شيء ، بدلاً من توزيع الاموال في هذه اللحظات على قبائل انتهازية لا تشبع ، وتربية جيل من العداوات التي ستستمر في تدمير سمعة اليمن ومستقبلها ، وتوزيع العطايا والمؤسسات والصناديق الايرادية على الحوثيين ولجانهم الثورية الاجرامية الفاسدة ، إلا أنه لا يريد أن ينسى ! 
 
- اعترف الان .. أن خصومه كانوا جبناء وغير قادرين على التعامل ايضاً كرجال دولة ، حاولوا دائماً استفزازه ، ومحاصرته ، وتهديده في كل ساعة ، لم يكونوا يريدون أن ينسوه ، حتى توحش الرجل ، فقضى عليهم وطاردهم بآخر سلاح في يده ، سلاح الماضي ، رصاصة من القرن الخامس عشر انطلقت لتستقر في احشاء "صنعاء" ، وتنفذ منه إلى كل محافظات الجمهورية !
 
- إلا أن "شمشون" لم يكن يعرف ماذا يخبئ له القدر ، رئيسه الضعيف لم يكن مجرداً من الاسلحة ، ولا الطائرات ، وكل اسرار القدرات العسكرية اليمنية كانت متوفرة لدى بعض القوى الكاظمة للغيظ ، وانطلق السهم ليقصف صنعاء ، وما بين رصاص التخلف الإمامي وعُكفته من بقايا "الحرس العائلي " ، وصواريخ التحالف واصحابه من المهددة بلدانهم وانظمتهم بسبب هذا الطارئ اللعين في اليمن ، احترقت السعادة ، وكان كل المنضمين الى معسكر "الشرعية" خونة لأنهم ارادوا استعادة الدولة من يد الانقلاب ، لكن انصار "عائلة فرعون" بإعتبارهم آلهة ورمزاً للطغيان كانوا خاطئين ، فغشاهم اليمّ ، ومن فر بجلده منهم ، يتحدث اليوم كشيوعي حقيقي ، وقد كُنا نحسبه يمزح في ذلك ، لكنه ذهب الى روسيا فعلاً ، وطالب بقصف صنعاء ، بإعتباره الممثل الشيوعي للعائلة ، أم بإعتباره خليفة "جيفارا" في اليمن ، أم لأنه صديقي ، أم لأننا كلنا خونة وعملاء مع اختلاف نوع الدولة التي تستضيفنا . لا أدري ماهي صفته ، إلا أنه يحمل لقباً يجعله بعيداً عن المسؤولية ومُجرداً من صلاحيات التفاوض أو الطلب ، لقب "السابق" ، فيما يمارس "الحالي" الذي انتخبه بإبتسامة واثقة كل صلاحياته بمقتضى الدستور والقانون .
 
لقد تركنا جحيم اليمن ، لُذنا بالفرار لأننا لم نكن نحكم جيشاً وليس معنا ولا لنا إلا مسدس شخصي نوع "مكروف" ، مازال مخبأ في دُرج صديقي الأمين ، والرصاصة مذخرة في داخله ، و "جيفارا" يعدنا بقنبلة نووية في اليمن ! . وما بين رصاصتي التي لم استخدمها ، وقنبلة صديقي .. يُطل "ستالين" مخموراً متحدثاً عن حُلم دخوله الى ألمانيا ، لكنه لم يستطع فعل ذلك رغم أنه هزم "هتلر" وأجبره على الانتحار !
.. يا أسفاه على جيفارا ..