الرئيسية
أخبار محلية
عربي ودولي
اقتصاد
رياضة
الأسرة
تكنولوجيا
فن
تقارير
تواصل معنا
د. صادق القاضي
الأحد 29 نوفمبر 2015 الساعة 20:33
لصوفي" .. والأكاذيب المتناطحة!.
بين "عفاشي حوثي" كما تصفه قناة "سهيل"، و"سلماني عدواني.." كما تصفه قناة "اليمن اليوم"، تتشكل التراجيديا الساخرة لمأزق "حمود الصوفي"، كسياسي كبير أجمعت الأضداد على سلخه بتُهمٍ ونصالٍ كيدية متناقضة.!!
تماماً، كما حدث خلال الأزمة الثورية "2011م"، أعتزل الرجل حينها دائرة التحيزات، بعيدا عن أطراف الصراع، فأجمع ضده إعلام المؤتمر والإخوان، وتناوبت قناة "سبأ"، و"سهيل" على سلخه بذات التهم والنصال المتناقضة.
يتهيأ لي كما لو كان "الصوفي" نفسه يشارك بإذكاء نيران حفلات الشواء هذه على جسده، باختفائه فيه كل مرة عن المشهد في ذروة تصاعد الأزمات، متسبباً بفراغ كبير لا يلبث أن تملأه الكثير من التساؤلات والإشاعات والتخرصات المتعارضة..
ربما ليصبح هذه الشخصية الجدلية المخضرمة التي هو فيها.. لكنه في كل عاصفة جدلية حوله كان يؤكد كونه رجل دولة، يعمل لصالح مؤسسة، لا مع أشخاص ومراكز قوى لينخرط في تناحراتها، ويردد بمرارة قول الإمام علي:(دع الأكاذيب ينطح بعضها بعضا، فربما اشتعلت من تناطحها شرارة الحقيقة).
بيد أن المشكلة برمتها لا تكمن فيه، ولا في المأثورات، بل في عمق منظومة العمل السياسي في اليمن، هذه المنظومة التي ما تزال محكومة بفقه الولاء والبراء والتحيزات المطلقة (من ليس معنا؛ فهو ضدنا)، في زمن النسبية والعولمة والقيم العمومية(من ليس ضدنا؛ فهو معنا).!
منظومة سياسية مصابة بعمى الألوان كهذه، لا بد أن تظل أجهزتها الإعلامية تبث بالأبيض والأسود في زمن البث الرقمي الملون، ا الخنادق، لا من القنوات، ولمصالح فئات، لا مصالح "الشعب" هذا المسكين الذي يُضاف إلى كل طبخة، ويُحرم من كل مائدة..!
في لقاء افتراضي أخير أكد الصوفي ما سبق ان اكده مرارا بشان الحرب في اليمن وعلى اليمن، مضيفاً:
- ذنبي أن المتحاربين يتقاذفونني في حروبهم القذرة، كل ما فعلته أني صعدت إلى ربوة، وقلت للجميع: أنا بريءٌ من ملوك الطوائف، ما الذي يجبرني على تناول وجبات فاسدة.؟!
مرعبٌ جدا أن تجد نفسك كالله، تُخاض باسمك الحروب، ولست طرفا فيها، ومرعبٌ اكثر أن تجد نفسك كالشيطان، يُعلق عليك من الخطايا ما لم يدر حتى في كوابيسك السوداء.!!
لقد عاش الرئيس السابق الحالتين معا أكثر من مرة، لكن حمود الصوفي عاش الحالة الثانية مرارا، والفرق أن الرئيس السابق يُصعّد من حضوره، كلما تصاعدت الأزمات، بينما "حمود الصوفي" يدخل في بياتٍ سياسيٍ كلما خرجت الأمور عن السيطرة.
تبدو هذه النقطة في صالح "عفاش"، لكن القضية -كما سبق-سياسية إعلامية، لا علاقة لها بالموضوعية، فللرجلين من الإيجابيات والسلبيات الحقيقية، ما كان يعفي الخرافات المتعارضة حولهما من المبالغة في الذم والمدح، والتوغل في الأكاذيب والمكايدات..
|
أخترنا لكم
الأكثر زيارة
|