صالح المنصوب
الثلاثاء 17 نوفمبر 2015 الساعة 20:03
ما أتعسنا!!
صالح المنصوب

 ما أتعسنا ونحن نسمع ونشاهد كل يوم مآسي القتل  والخراب والدمار  والنزوح والعذاب لأبناء الوطن ,إنها التعاسة بحد ذاتها فالشعوب تتقدم وتسعى نحو التنمية والعمران  والتقدم وتنشد السلام والتعايش والأمل والنهضة والتعليم لأبنائها وتمقت الحروب ,ويسودها  الاستقرار  لأنها عرفت معنى الحياة وقيمتها ,فهي تناهض العنف وتقدس الانسانية ,فيما شعبنا في مؤخرة الركب  في وضعنا المعيشي والأمني فالحياة تعطلت  وحركة الناس أصبح يسودها الخوف  بفعل قبح وحماقة جماعات تسعى لإعادة انتاج نفسها بعد أن دمرت كل احلام الشعب ,وتحولت الى كابوس مرعب تصنع القتل والخراب

ما اتعسنا ونحن نرى شعب يقتل ويشرد وينزح ووطن يفتت ,لقدغابت فينا كل معاني الحكمة والرحمة والأخلاق  وحضور الفوضى بكل انواعها  نقاط تفتيش هناء وهناك لا تعرف من يديرها يديرها  كل من هب ودب ومؤسسات معطلة

والتعاسة الحقيقة انه لم يوجد خبر  عن بقاء الوحدة أو إعلان الانقسام الذي أعلن بالواقع فكراً وممارسة وقناعة ,فمن يقنع  أصحاب مشروع الانقسام  ومن يوقف من كانوا سبباً في ممارسات الاقصاء حتى أوجدت شرخاً في السابق وها هي اليوم تعيد نفس المشهد لتقضي على كل محاولات علاج جروح و أوجاع الماضي وتمكنت من فتح جرح جديد بعقلية الإنتقام   

ما أتعسنا ونحن نختلف ونشاهد الإقتتال الداخلي مستمر ونحن نتفرج وننقسم ونتيح مجال للعنصرية والطائفية القبيحة أن تحضر وهذا ما تروج له بعض جماعات التيارات الدينية لأنها دائما وجدت للبحث عن مكاسب ولو على حساب تمزيق الوطن فهي بنيت على اساس الانقسام لا التنافس

ما أتعسنا لأننا أكتشفنا قوى جزء من منظومة الفساد والفوضى والعبث وسوء الادارة والتمسك بعرف القبيلة والجنرالات وهو من وسخ التعليم بنخرة والاتجاه لتنفيذ  سياسية التجهيل لخدمة طرف كان ذات يوم حليفا له ضمن تحالفات المصالح وهو دائما يبحث كيف يبني أعضائه ولا يبحث عن بناء الوطن

ولازال يعلق علية البعض  شماعة المنقذ فيما يقودنا الى الغرق في بحر الفوضى والخراب كما توهنا سابقا وسرق ثورة فبراير فهو يساوم لا يقاوم فقد ساوم سابقا وحقق مكاسب خاصة له لا للوطن

ما اتعسنا بعد أن أنجررنا الى مربع العنف كخيار أرده لنا  الحوثيون وانصار صالح فهو خيار لا ينتج الا الخراب  والدمار وضحاياه هم من البسطاء والمظلومين

ما اتعسنا في هذا الظرف العصيب تسود فيه الفوضى ويحضر الخراب والعنف بين ابناء الوطن الواحد وتغيب معاني الوطنية ونشعر أن حب الذات يسكن الكثيرون وتسوقنا سياسات الجميع الى المجهول الذي لم تحدد ملامحه

انتكاسة وتعاسه ونحن نقبل في صفوف الأبرار من الشعب كم من المتلونيين الذي طالما كانوا هم جزء من المشكلة في فتره سلطة ما قبل 2011 ونرحب بهم ونلملمهم مجددا كإنقاذ لهذه المنظومة وانتشالها مما هي فيه وحولهم البعض الى الى إبرار فيما هم اشرار قادونا الى قتل و دمار وحصار

ما أسوء واتعس أن نهاجم الأبرار والصفوة الذين كانوا منذ أول لحظة تواقين للحرية والعزة والكرامة للمواطن والوطن الذين قالوا لا للحوثي وصالح ومليشياتهم  الذين اهانوا الدولة واعتدوا على مؤسساتها وقتلوا واعتقلوا ونكلوا بالصحفيين والناشطين الحقيين والسياسين

 ما أتعسنا ونحن لم نشاهد في المناطق المحررة تحضر الفوضى والعشوائية والنقاط متعددة لأطراف لاتعترف بالشرعية ومعسكرات لمليشيا لأطراف لاتخضع للشرعية بل تسير وفق خطة للضغط إما نحن أو الخراب 

الوطن يعاني من مليشيا الحوثي وصالح وستأتي المعاناة من مليشيا جديدة وجدت من اجل أحزاب لا من اجل وطن بنت نفسها على اساس مغاير وهنا ستكون تعاستنا أكبر عندما نكون اشبة بمصراته وبن غازي ليبيا والعراق وسوريا

تحضر التعاسة وتغيب السعاده في ظل الوضع القائم الذي لم نلقى النور نتيجة عدم القبول بالآخر والقبول وفرض اجنده خاصة فهناك من تعودوا واعتدوا ان لايقبلوا بالآخر القادمون من رحم السلطة الذي نعاني منها اليوم

سيبقى الشرفاء والرموز الوطنية الذين كانوا ولازالوا يعملون من اجل الوطن ناضلوا وتحدوا الظالمين و رموز الشر من أول لحظة منذ اتفاق السلم الشراكة والملحق الامني وحوار موفمبيك وخرجوا الى الشارع  لممارسة مقاومة اللاعنف

تعاسه بكل التفاصيل يعيشها اليمني جراء محاولات بقايا جذور الفساد والاستبداد من العودة مجدداً للعبث  والفساد والفوضى  بعد ان لاح بالأفق بشائر الأمل بالحوار  لكنها لم تطيق ذلك وجرت الوطن الى حرب قد لاتنتهي

الرحمة لجميع شهداء الوطن المناهضين للظالمين الحرية لجميع المعتقلين من صحفيين وسياسيين ونشطاء حقوقيين ومواطنين  

ننتظر بارقة أمل  لإخراج اليمن من بوتقة الفوضى الى الدولة المدنية الحديثة